البرلمان المغربي: التحديات والمسؤوليات في السنة التشريعية الرابعة عشرة

مع بداية الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة للولاية الحادية عشرة، يواجه البرلمان المغربي مجموعة من التحديات التي تتطلب تركيزاً كبيراً من ممثلي الأمة. وتأتي هذه الدورة في وقت حساس يتزامن مع قضايا اقتصادية واجتماعية مؤثرة، حيث يضع البرلمان نصب عينيه قضايا محورية مثل أزمة المياه، غلاء الأسعار، وحماية القدرة الشرائية، إضافة إلى إصلاحات هامة في مختلف القطاعات. في هذا السياق، تتطلع الفرق النيابية إلى التصدي لهذه التحديات عبر آليات الرقابة والتشريع، مع التأكيد على أهمية الدور البرلماني في تعزيز الدبلوماسية البرلمانية للترافع عن قضايا الوطن.

تتعدد القضايا المطروحة على طاولة البرلمان في هذه الدورة، حيث يبرز في مقدمتها مشكلة الفيضانات التي اجتاحت بعض المناطق، إضافة إلى إشكالية الماء والجفاف، وهي من المواضيع التي تم التأكيد عليها في خطب ملكية سابقة، حيث يتطلب الأمر التنسيق بين مختلف السلطات لتجاوز الإجهاد المائي الذي تعاني منه المملكة. ومن بين الأولويات أيضاً، تحديات الدخول المدرسي والجامعي، إلى جانب قضية التشغيل التي تشغل بال المواطنين، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الحالية.

أداء المعارضة وتنسيقها مع الحكومة

من جهة المعارضة، يبرز دورها في تقديم بدائل واقتراحات، بعيداً عن مجرد الانتقاد، وذلك من خلال التصدي لقضايا المواطن والمساهمة في صياغة الحلول. يرى رئيس الفريق الحركي، إدريس السنتيسي، أن المعارضة برهاناتها المتعددة في مجالات الرقابة والتشريع، تساهم في نقل هموم المواطنين إلى الحكومة وتقييم السياسات العمومية، مع التركيز على قضايا مثل غلاء الأسعار وحماية القدرة الشرائية. ويؤكد السنتيسي على أهمية العمل سوياً لتجاوز تحديات المياه والجفاف، مشيراً إلى أن التعاون بين كافة الأطراف هو الحل الأمثل في مواجهة هذه القضايا الكبرى.

كما أشار إلى أن أبرز الرهانات التي يواجهها البرلمان في الدورة الجديدة تتعلق بعدة قضايا محورية، أبرزها أزمة الفيضانات التي اجتاحت بعض المناطق، وإشكالية الماء والجفاف التي سبق أن تناولها الملك محمد السادس في خطبه. كما أكد على أهمية التعامل مع التشغيل باعتباره من القضايا التي تشغل بال المواطنين. بالنسبة لأداء المعارضة البرلمانية، فقد ركز السنتيسي على أن المعارضة تؤدي دورها من خلال الرقابة والتشريع وتقييم السياسات العمومية، وليس فقط عبر النقد. ويرى أن المعارضة تساهم في نقل هموم المواطنين وتقديم الاقتراحات والبدائل المناسبة، مع التأكيد على أهمية التعاون بين مختلف الأطراف للتعامل مع هذه القضايا بنجاح.

الأغلبية وتحقيق الإصلاحات الهيكلية

من جهة أخرى، يرى فريق الأصالة والمعاصرة، ممثلاً في أحمد تويزي، أن عدد من الرهانات الأساسية التي ستشكل أولويات الحزب خلال الدورة التشريعية الجديدة. أبرز هذه القضايا تتعلق بالجانب الاقتصادي والاجتماعي، حيث أكد على أهمية مناقشة مشروع قانون المالية لعام 2025 كفرصة لإطلاق سياسات تهدف إلى تعزيز الدولة الاجتماعية وتوفير فرص العمل، بالإضافة إلى الإصلاحات الهيكلية الكبرى.

كما أشار إلى أهمية استمرار اليقظة بشأن قضايا الماء والجفاف، مؤكداً على ضرورة متابعة الحكومة في تنفيذ التزاماتها تجاه هذه الأزمة التي تؤثر على مختلف جوانب الحياة اليومية. على مستوى أولويات الفريق، تحدث تويزي عن قضية غلاء الأسعار وأهمية اتخاذ الحكومة إجراءات للتخفيف من تداعيات هذه الأزمة على المواطنين، مع التأكيد على ضرورة استدامة المالية العمومية ومواصلة تنفيذ الإصلاحات الصحية. وأضاف أن فريقه سيعمل على تجويد النصوص التشريعية المحالة على البرلمان، بالتوازي مع تكثيف الأدوات الرقابية والمشاركة الفعالة في الملتقيات الدولية لدعم قضايا المملكة، وفي مقدمتها الوحدة الترابية.

الدبلوماسية البرلمانية: دور ومساهمة في القضايا الوطنية

لا شك أن الدبلوماسية البرلمانية تحتل مكانة مهمة في العمل السياسي المغربي، حيث يسعى البرلمان المغربي إلى تعزيز الترافع من أجل قضايا الوحدة الترابية والدفاع عن مصالح المملكة في مختلف المحافل الدولية. إذ يساهم البرلمان في لقاءات وملتقيات دولية لمساندة قضايا المغرب، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية، فضلاً عن الدفاع عن حقوق الإنسان في السياقات الدولية، وهو ما يعكس التزام المملكة بالمواثيق والمعاهدات الدولية. من جانبهم، يؤكد ممثلو البرلمان على أهمية التكوين المستمر لأعضاء البرلمان في مجالات الدبلوماسية والعلاقات الدولية، لتحسين أدائهم وتعزيز حضورهم في الساحة العالمية.

تفتتح الدورة الجديدة في وقت حساس بالنسبة للمملكة، حيث تتطلب الظروف الراهنة تحركاً برلمانياً حازماً للتعامل مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية. كما أن تعزيز الدبلوماسية البرلمانية سيبقى أولوية لتعزيز مكانة المغرب الدولية، وتحقيق مصالحه الاستراتيجية.

 

إقرأ كذلك 

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة