يوم دراسي بالرباط يسلط الضوء على التاريخ العالمي للمغرب

نظم، اليوم الخميس بالرباط، يوم دراسي حول التاريخ العالمي للمغرب، بمشاركة ثلة من الأساتذة والباحثين الجامعيين والمهتمين بهذا المجال.

 

ويهدف هذا اليوم الدراسي، الذي نظمه المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب التابع لأكاديمية المملكة، إلى مقاربة التاريخ العالمي من خلال التركيز على الإنتاجات العلمية التي ساهمت في تشكل هذا التخصص على مدى العقود الثلاثة الماضية، وكذا القضايا التاريخية والمنهجية الرئيسية التي رافقت ظهور التاريخ العالمي إلى جانب تطوراته الأخيرة.

 

كما يروم تدارس حضور المنهج التاريخي العالمي في الأسطوغرافيا المغربية مع الوقوف على إمكانات وشروط كتابة تاريخ عالمي للمغرب، وتتبع الإسهامات المتبادلة بين المملكة وبقية العالم، لا سيما البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلنطي وإفريقيا، والتأثيرات التي خضع لها، وكيف أسهم في “صناعة” تاريخ هذه المجالات وأثر فيها عبر حقب مختلفة.

 

وفي هذا السياق، تطرق المشاركون إلى العناصر الأساسية للمنظور التاريخي العالمي كما يظهر في مختلف الإنتاجات الأكاديمية الأنغلوساكسونية، على اعتبار أن التاريخ العالمي نتيجة لعدم الرضا المتزايد عن المنظور الضيق والمحدود لـ “التاريخ الوطني” كما تصوره الفكر التاريخي في القرن التاسع عشر، لافتين إلى أن المنظور التاريخي العالمي منذ بداياته في عام 1982 مع إحداث “جمعية التاريخ العالمي” إلى اليوم، خضع لسجالات فكرية متعددة.

 

وناقش المتدخلون إمكانية كتابة تاريخ مترابط للمغرب والمسارات التي يمكن أن يتخذها هذا المشروع في ضوء البناء التاريخي الذي يحدد ممارسة التاريخ العالمي، مؤكدين أن ذلك لا يتأتى إلا من خلال تسليط الضوء على القضايا التاريخية والمنهجية الرئيسية التي رافقت ظهور وتطور التاريخ العالمي.

 

كما سلطوا الضوء على مداخل كتابة تاريخ المغرب استنادا إلى مفهوم التاريخ الشامل أو ما يصطلح عليه بالتاريخ الكوني الذي يتناول تاريخ المغرب من منظور كوني يشمل الأبعاد المختلفة للتبادلات الثقافية والاقتصادية والسياسية وحركة التنقل المتعددة في حقب زمنية مختلفة مع محيطه، وما رافقها من تجاذبات متباينة وتطورات مختلفة.

 

وأكد الباحثون على أهمية دراسة تاريخ المغرب في بعده العالمي، لا سيما في علاقاته الأطلسية والإفريقية، وفي إطار تصور عام للمناهج الشاملة مع إعادة النظر في بعض الأحداث والسرديات التاريخية، وتمحيصها ومقارنتها.

 

وخلصوا إلى الدعوة إلى تضافر جهود كافة الباحثين والأكاديميين من أجل إبراز الدور الفعال للمغرب في بناء العالم الأطلسي والعالمي في العصر الحديث، وتحليل كيفية إفضاء ديناميات الأطلسي العالمية إلى تحويل العالم المغاربي تدريجيا، وخاصة المغرب.

 

وقد تضمن برنامج أشغال هذا اليوم الدراسي جلستين علميتين تتمحوران، بالأساس، حول “المغرب وتاريخ العالم في القرن التاسع عشر” و”ليون الإفريقي وعولمة إفريقيا”، و”آليات تعزيز الحضور المغربي في الفضاء المتوسطي من طرف السلطان سيدي محمد بن عبد الله 1790-1757.. رحلات السفير ابن عثمان المكناسي نموذجا”، و”المغرب والولايات المتحدة الأمريكية من خلال الأرشيف المخزني 1912-1786 كجزء من تاريخ العالم”، و”إسهام المغرب في تاريخ العالم في العصر الحديث (ق 17 و 18 ميلادي)”.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة