من يستطيع أن يتخيل أن صبيًا يبلغ من العمر 17 عامًا يمكنه الانطلاق نحو النجومية العالمية بهذه الطريقة السريعة والرائعة وقد طغى بشكل غير متوقع وبشكل كامل على توقيع كيليان مبابي وهو أمر كبير في حد ذاته.
كانت لفتة الفرنسي بعد هدف لاعب برشلونة الشاب في مباراة إسبانيا وفرنسا في بطولة أوروبا الأخيرة بمثابة معاينة لما سيأتي. لم يتوقع أحد أن يحظى نادي برشلونة بحظوظ الخروج من عصر ميسي – أفضل لاعب على مر العصور حتى الآن – ليدخل فترة تبهر فيها شخصية هذا الشاب عالم الرياضة.
خوفًا من العنف الذي يتولد ضده بشكل عفوي دون أن يفعل الحكام أي شيء لحمايته، نأمل ألا يسبب له تطوره البدني نحو سن أكبر مشاكل كما حدث مع اللاعبين الآخرين عند الوصول الى الفريق الأول; ميسي، أنسو، بيدري، غافي وفيرمين هم بعض الأمثلة.
تسببت التدخلات العنيفة على لامين من قبل المدافع فيكتور كريستيانسن، الجناح الأيسر في منتخب الدنمارك، في بعض الجدل والآن، بعد تعافيه من إصابة ناجمة عن كثرة المباريات، سيحصل لامين على راحة مستحقة وسيُترك برشلونة مرة أخرى، بدون لاعب ذي قيمة.
من الواضح أن كثرة المباريات هي إحدى مشاكل كرة القدم. على سبيل المثال، سيلعب برشلونة ست مباريات في 21 يومًا. إشبيلية، بايرن، ريال مدريد، إسبانيول، النجم الأحمر وريال سوسيداد وليس من المستغرب أن يتمرد اللاعبون على الجدول الجهنمي الذي يواجهونه موسمًا بعد موسم.
لامين الذي تم استدعاؤه لجعل عالم كرة القدم يقع في حبه، سيكون محظوظاً إذا نجا من هذه الجداول الكثيفة للمُباريات وهذا العنف الذي يتغاضى عنه الحكام.
الخوف الذي يتابع به المشجعون تطورات لامين في الملاعب هو حقيقة. إن الاعتقاد بأن شخصًا ما سيقوم بحمايتك سيكون أمرًا ساذجًا أيضًا. إذا لعب لامين مع ريال مدريد فسيكون بالفعل كنزًا وطنيًا.
سيتعين على لامين أن يواجه تحديين. المحافظة على مستوى لعبه وتحسّينه على مر السنين أن يقوم بتحويل جسده المراهق بشكل مناسب إلى جسد شخص بالغ والتغلب على التحكيمات وشبكة المصالح التي تحرك مجال كرة القدم العالمية.
