“هيومن رايتس ووتش” تكشف عن انتهاكات البوليساريو في مخيمات تندوف

رصدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقريرها السنوي لعام 2025 انتهاكات جسيمة ارتكبتها جبهة بوليساريو بحق الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف، مؤكدة أن الوضع في هذه المخيمات يشهد انتهاكات متكررة لحقوق الإنسان. ويأتي التقرير ليعزز من الموقف المغربي والمبادرة التي تقدمها الرباط لحل النزاع حول الصحراء، والتي تشمل اقتراح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، كحل وحيد للنزاع المفتعل من الجزائر وجبهة بوليساريو.

 

وأشار تقرير “هيومن رايتس ووتش” إلى الهجوم الإرهابي الذي شنته جبهة بوليساريو على مدينة السمارة المغربية في شهر ماي من العام الماضي، والذي أسفر عن عدم تحقيق أهداف الهجوم وفشل الصواريخ في الوصول إلى هدفها. كما لفت التقرير إلى أن حوالي 173 ألف لاجئ يعيشون في خمسة مخيمات قرب مدينة تندوف جنوب غرب الجزائر، حيث يعانون من الظروف المعيشية القاسية والاستغلال من قبل الجبهة الانفصالية.

 

وأضافت المنظمة أن البوليساريو ترتكب انتهاكات صارخة لحقوق الصحراويين، بما في ذلك استغلال المساعدات الإنسانية وتوجيهها لصالح قادة الجبهة، مما يزيد من معاناتهم. وقد طالبت عدة منظمات حقوقية دولية بفتح تحقيق دولي في هذه الانتهاكات والرقابة على الأموال المخصصة للمساعدات.

 

اما على الصعيد الدبلوماسي، فقد سجل تقرير هيومن رايتس ووتش اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على صحرائه، وهو ما يمثل تحولًا مهمًا في السياسة الدولية تجاه قضية الصحراء. هذا الاعتراف يضيف زخمًا قويًا للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، خصوصًا في وقت يشهد فيه النزاع تضاؤلًا في دعم جبهة بوليساريو.

 

فمنذ عام 2000، قطعت 46 دولة، بما في ذلك 13 دولة أفريقية، علاقاتها مع بوليساريو، في مؤشر على فشل الجزائر و الجبهة في كسب تأييد دولي. وقد نجحت الدبلوماسية المغربية في تعزيز موقف المملكة من خلال تقوية العلاقات مع الدول الكبرى، وفي مقدمتها فرنسا والولايات المتحدة، كما حظيت بدعم متزايد في البرلمان الأوروبي.

 

كما ساهمت الطفرة التنموية في الأقاليم الجنوبية للمملكة في تعزيز موقف المغرب، حيث شهدت المنطقة تطورًا كبيرًا في مجالات البنية التحتية، الصحة، التعليم، الصناعة، والفلاحة. وقد تجاوزت استثمارات المشاريع الكبرى في الصحراء المغربية 10 مليارات دولار، مما يوثق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة