هل ينجح الإعلام المغربي في تغطية كأس العالم 2030؟

إن نجاح تنظيم كأس العالم لكرة القدم لا يقتصر على بناء الملاعب أو تجهيز البنية التحتية المتطورة بل يشمل أيضًا القدرة على تقديم تغطية إعلامية متميزة تعكس الحدث الرياضي العالمي بأبعاده الثقافية والاقتصادية والإنسانية .

كانت بطولة قطر 2022 نموذجًا يُحتذى به في هذا السياق حيث لعب الإعلام دورًا محوريًا في تسليط الضوء على البطولة وتقديمها للعالم بأفضل صورة ممكنة .

فهل يستطيع الإعلام المغربي تحقيق مستوى مماثل أو حتى تجاوز ذلك في بطولة 2030 ؟

مقارنة بين التجربتين : قطر والمغرب

بدأت قطر منذ عام 2010 بوضع خطة شاملة للتعامل مع التحديات الإعلامية المرتبطة بتنظيم كأس العالم وتضمنت إطلاق مراكز إعلامية عالمية واستقطاب أبرز الخبراء في صناعة الإعلام الرياضي بالإضافة إلى إعتماد تقنيات بث عالية الجودة .

أما المغرب فلديه فرصة سانحة للاستفادة من هذا الإرث وتطوير إمكانياته الإعلامية خاصة إن أستضافة البطولة العالمية ستتم بالتعاون مع إسبانيا والبرتغال مما يضع المغرب في قلب المشهد الإعلامي العالمي .

لكن يبقى السؤال هل بدأ الإعلام المغربي الاستعدادات الجادة لهذا الحدث العالمي ؟

اعتمدت دولة قطر على أحدث تقنيات البث المباشر واستوديوهات تحليلية بمعايير عالمية . بينما يحتاج الإعلام المغربي إلى تطوير منصاته الرقمية وتأهيل الكوادر الإعلامية لتقديم محتوى يليق بحجم البطولة . كما يجب على المغرب الإستثمار في مراكز إعلامية متخصصة تستقطب الصحفيين والإعلاميين من كافة أنحاء العالم مما يعكس صورة إيجابية عن البلد المضيف .

وأمام الإعلام المغربي فرصة لتقديم تجربة استثنائية

تمثل بطولة كأس العالم 2030 وغير مسبوقة ليبرز قدراته ويعزز مكانته إقليميًا ودوليًا . ولتحقيق ذلك يجب التركيز على التعاون مع الإعلام الدولي والاستفادة من الخبرات الدولية في التغطية الإعلامية للبطولات الكبرى العالمية ونقل المعرفة إلى الكوادر المحلية . وتعزيز الإعلام الرقمي من خلال تطوير منصات بث مباشر وإشراك الجماهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتقديم محتوى متنوع يناسب مختلف الثقافات واللغات .
وإعداد جيل جديد من الصحفيين والمراسلين الرياضيين من خلال تنظيم ورش عمل وبرامج تدريبية بالتعاون مع مؤسسات إعلامية رائدة. وكذلك إبراز الهوية الثقافية المغربية واستغلال البطولة كمنصة للترويج للتقاليد والعادات والموروث الشعبي والثقافة المغربية مما يعزز صورة المغرب كوجهة سياحية وثقافية .

إن نجاح الإعلام المغربي في كأس العالم 2030 يعتمد على مدى استعداده منذ الآن لتقديم تغطية إعلامية تتناسب مع حجم هذا الحدث العالمي . ورغم التحديات والصعوبات فإن البطولة تمثل فرصة لإظهار قدرات المغرب على استضافة حدث رياضي استثنائي وتقديم صورة مشرقة ومشرفة عن أفريقيا والعالم العربي .
فهل سينجح الإعلام المغربي في رفع هذا التحدي ؟

الإجابة ستظهر في السنوات القادمة إن شاء الله .

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة