لا احد يجادل في كون واقع مستشفياتنا العمومية مزري ، إن لم يكن ” كارثي ” بمعنى الكلمة ، أما الخاص منها فذلك موضوع اخر مرتبط بجيب المواطن .
بالفعل هناك تعليمات وتوجيهات ملكية في هذا الجانب تؤكد على ضرورة تحسين وضعية هذه المؤسسات وتسهيل ولوج المواطن لها للاستشفاء ، وقد وجه جلالته ،الحكومة والقطاع المعني ،وزارة الصحة مضاف لها الحماية الاجتماعية ، بتجسيد استراتيجيتة الجديدة الخاصة بالتكفل بالفئات الهشة والاخذ بعين الاعتبار القدرة المالية للمواطن العادي في الولوج إلى الخدمات الصحية العمومية.
اي نعم ،تتبعنا خلال السنتين الأخيرتين ، المصادقة على عدة تشريعات لتفعيل التعليمات الملكية على أرض الواقع ، من قبيل الانتقال من نظام راميد إلى نظام امو تضامني فيما يخص استفادة الفئات الهشة من الاستشفاء في المؤسسات الصحية العمومية والخاصة.
لكن رغم كل ذلك ورغم ما نسمعه من خطب رنانة في البرلمان ، حول التغيير في الأنظمة الصحية بالمغرب وتجويد الخدمات ، إلا أن من تجبره الظروف على زيارة أحد المستشفيات العمومية ،بما فيها أكبرها وطنيا، ابن سينا في العاصمة الرباط، يصدم ،اولا بغياب الشروط الإنسانية لاستقبال مريض في حالة حرجة ، يصدم بالبيروقراطية الإدارية ، يصدم بقوانين او أعراف داخل المؤسسة المفترض أنها ” إنسانية ” ، لا علاقة لها بالإنسانية بتفشي الرشوة .
صدمة الاستقبال تستمر مع غياب الطبيب والمسعف والممرض، وان وجدوا تصدم بتجاهلهم وايضا بتعليماتهم لحراس المؤسسة احيانا بضرورة ” طرد المواطنيين المصطحبين للمرضى ، باش يشفوا شغلهم” ، وليتهم يفعلون ،تتفاجأ بأنهم لا يحركون ساكنا ، وان تحرك الساكن وجدت أن” سكانير خاسر ” ” البعض منها غزها سراق الزيت”.
والصادام أكثر هو وجود “سماسرة” المصحات الخاصة داخل المستعجلات يرددون” ما غاديش يديروا ليك والو” بالفعل هم صادقون!.
بل أيضا ” سماسرة سيارات الإسعاف الخاصة” والمختبرات الخاصة ، كل ذلك ” السوق الصحي” يتعامل ويتفاعل مع ” آهات المرضى والمصابين في حوادث السير و……”!
نصيحة ،دعكم مما تسمعونه من خطب ومداخلات رنانة في البرلمان و” خطبة الثامنة ليلا ” وانزلوا إلى مؤسساتكم العمومية ، ستجدون أن الواقع الحقيقي مزىي بل كارثي ، فكروا في تعامل من يعملون فيها مع المواطن العادي والضعيف .
ليس الدولة فقط من يتحمل المسؤولية ،بل نحن ايضا نتحمل كامل المسؤولية.
ملاحظة ….احيانا حتى اختيار اسم مؤسسة ما يعتبر مسؤولية.
يتبع…
اكتشاف المزيد من مغربنا24 - Maghribona24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
تعليقات ( 0 )