هل أصبح استعطاف أخنوش الحل الوحيد للمنصوري في مواجهة أوجار؟

علمت مصادرنا أن فاطمة الزهراء المنصوري، منسقة القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، اختارت أن ترفع “تظلمها” ضد محمد أوجار، القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، إلى عزيز أخنوش، رئيس الحزب. جاء ذلك ردًا على تصريحات أوجار الأخيرة، التي انتقد فيها أداء وزارة المنصوري، محملاً إياها مسؤولية تفشي البطالة في البلاد. التصريحات جاءت خلال استضافته في برنامج “نقطة إلى السطر”، الذي تقدمه الإعلامية صباح بن داوود.

 

لكنّ السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا تشكو المنصوري أحد القياديين إلى رئيس حزبه؟ أليس من الغريب أن تتوجه منسقة البام إلى أخنوش، الذي يمثل منافسًا سياسيًا، في حين أن أوجار بحكم موقعه كوزير سابق ورجل دولة من الطراز الرفيع، أكثر من قادر على التصدي لمثل هذه الهجمات بشكل مباشر دون الحاجة إلى الوساطة من أحد؟

 

الملفت أن تصريحات المنصوري تشير إلى أن الهجوم على وزارتها لم يكن عاديًا، بل كان شديدًا ووصفته بالتحامل. ولكن هل يحق لها أن تتوجه بهذا الشكل إلى أخنوش، الذي من المفترض أن يكون متحفظًا عن التدخل في شؤون القياديين من أحزاب أخرى؟

 

وما يزيد من تعقيد الصورة هو أنه لا يبدو أن أوجار في حاجة إلى أي وساطة أو تدخل من أحد. فرجل الدولة المعروف بمواقفه الثابتة لا يحتاج، على الأرجح، إلى وساطات سياسية بين الأحزاب، بل له قدرة كبيرة على الرد بنفسه، بما يؤكد التزامه واستقلاليته في اتخاذ المواقف.

 

يبدو أن ما يجري اليوم هو مجرد تأكيد على حالة عدم الاستقرار داخل ثلاثي الحكومة، خاصة إذا كان الهجوم يأتي من أحد أعضائها ضد آخر. في الوقت نفسه، يظل السؤال الأبرز: هل أصبحت قيادات الاحزاب تتدخل في شؤون بعضها البعض؟

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة