نائب رئيس المجلس مصطفى الجياف يصوّت.. وحزب الكتاب يتنصل!

جدل واسع يحيط بموقف حزب التقدم والاشتراكية من قرارات الهدم التي طالت العديد من الأسر، خاصة بعد تصريحات أمينه العام، نبيل بنعبد الله، مساء امس الاثنين، حيث قال بأنه تفاجأ بعمليات الهدم التي طالت العديد من الاحياء في العاصمة.

 

فخلال لقاء تواصلي مع المتضررين، و بحضور الصحافة شدّد بنعبد الله على أن “الهدم فاجأ الجميع”، مضيفًا أن الحزب ليس ضد مخططات التعمير الجديدة، لكنه يشترط تنفيذها وفق معايير “الإشراك والإخبار والتفاوض”. غير أن المفاجأة الكبرى جاءت حين تبيّن أن مصطفى الجياف،أحد الاعضاء البارزين داخل الحزب، و الذي يشغل منصب نائب الرئيس داخل المجلس، قد صوّت لصالح مخطط التهيئة الذي يشمل هذه العمليات نفسها التي يدينها حزبه اليوم. فكيف يفسَّر هذا؟

 

وأمام هذا التناقض الصارخ، سألت مغربنا بريس24 الامين العام لحزب الكتاب خلال اللقاء، عن تفسيره لهذا الوضع، فجاء الردّ بما وصفه البعض بـ”المراوغة السياسية”، حيث قال: “لا يجب الخلط بين الموافقة على تصميم التهيئة ومسألة الهدم. طبيعي جدًا أن نصوت لصالح التصميم، لأن حتى السكان رحبوا به، لكن قرار الهدم شيء آخر.”

 

هذا التبرير يطرح أسئلة محورية: فهل يُعقل أن يصوّت سياسي مخضرم مثل مصطفى الجياف على مخطط دون أن يدرك تبعاته؟ أم أن الحزب يحاول فقط التنصل من المسؤولية؟

 

فالعديد من المراقبين يرون أن هناك سيناريوهين لا ثالث لهما: إما أن الجياف لم يكن على دراية بتفاصيل المخطط الذي صوّت لصالحه، وهو أمر مستبعد بحكم خبرته السياسية، أو أن الحزب كان يعلم ولكنّه اختار اللعب على الحبلين، بالموافقة داخل المؤسسات الرسمية والاعتراض خارجيًا لكسب ودّ من سماهم بالمتضررين.

 

وفي ظل هذا الجدل، يبقى السؤال مفتوحًا: هل سيتمكن حزب التقدم والاشتراكية من تقديم تفسير مقنع لهذا التناقض؟ الأيام القادمة كفيلة بكشف المستور.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة