من جدران المخيمات إلى مآدب القادة: ملكة جزماتي تُعانق الطهي بحب وعزم

في سنة 2015، وجدت ملكة جزماتي نفسها تغادر وطنها سوريا، هاربة من ويلات الحرب والدمار، بحثًا عن الأمان والاستقرار. حطّت رحالها في ألمانيا، تحديدًا في برلين، تحمل معها ذكرياتها وأحلامها الكبيرة، لكنها أيضًا واجهت تحديات هائلة، منها التكيف مع ثقافة جديدة ولغة مختلفة.

رغم صعوبة الرحلة، لم تسمح ملكة لليأس أن يعرقل طريقها. بدلاً من ذلك، حولت شغفها بالمطبخ إلى رسالة عالمية تحمل عبق المأكولات السورية.

البداية من دمشق إلى الأردن

ولدت ملكة في دمشق، وفي يناير 2012، قررت مغادرتها إلى الأردن، حيث أمضت ثلاث سنوات كلاجئة. هناك، بدأت أولى خطواتها في عالم الطهي من خلال تقديم برنامج طهي عبر قناة سورية معارضة، ما شكّل نقطة البداية لصقل موهبتها وشغفها بفن الطبخ.

من برلين إلى العالم

مع وصولها إلى ألمانيا في أكتوبر 2015، واجهت ملكة تحديات لاجئة في بلد جديد. لكنها لم تستسلم، بل بدأت بخطوات صغيرة، إذ كانت تطهو للمناسبات الخاصة مثل أعياد الميلاد. ومع مرور الوقت، كبرت أعمالها لتصبح مؤسسة “ليفانت غورميه”، التي تقدم أطباق المطبخ السوري في ألمانيا.

  • 2017: الدعوة إلى المستشارية الألمانية
    في ربيع 2017، تلقت ملكة دعوة لتحضير أطباق شرق أوسطية لـ أنغيلا ميركل. قدمت للمستشارة الألمانية طبق الشاورما، الذي نال إعجابها بشكل خاص.
  • 2018: مهرجان برلين السينمائي الدولي
    أصبحت ملكة الشيف الرئيسي لحفل افتتاح المهرجان، حيث قدمت أطباقها المميزة لـ 400 شخص من مشاهير العالم، مؤكدة مكانتها كسفيرة للمطبخ السوري.

 

العودة إلى الجذور

بعد 12 عامًا من الغربة، قررت ملكة العودة إلى سوريا، حاملة حلمًا جديدًا يتمثل في افتتاح فرع لمطعمها في دمشق. ترى في هذا المشروع فرصة لإحياء تراثها وإكمال رحلتها من الشام إلى العالم.

قصة ملكة جزماتي ليست مجرد حكاية نجاح، بل هي مثال حي على قوة الإرادة والطموح في تحويل المأساة إلى فرصة. من لاجئة هاربة من الحرب إلى سفيرة للمطبخ السوري، نجحت ملكة في بناء جسر ثقافي من خلال فن الطهي، يربط الشعوب ويرسل رسالة حب وسلام إلى العالم.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة