في خطوة مفاجئة قد تشعل الساحة السياسية في الولايات المتحدة، قدم الملياردير الشهير إيلون ماسك، مالك شركات “إكس” و**”تسلا”** و**”سبايس إكس”**، يوم الثلاثاء 15 أكتوبر في ساعات متأخرة من الليل، تبرعًا ضخمًا بقيمة 75 مليون دولار لدعم حملة الرئيس السابق دونالد ترامب الرئاسية لعام 2024. هذه الخطوة تأتي في سياق حملة انتخابية مشحونة، حيث يسعى ترامب لاستعادة البيت الأبيض في مواجهة منافسين أقوياء من الحزب الديمقراطي والجمهوري على حد سواء.
ما أثار الجدل أكثر هو أن إيلون ماسك، الذي يُعرف بمواقفه المتقلبة تجاه السياسة، كان قد أبدى في السابق تحفظاته على سياسات ترامب، لا سيما فيما يتعلق بقضايا البيئة وتغير المناخ. لكن في الأشهر الأخيرة، شهدنا تحولًا في مواقف ماسك، حيث حضر تجمعًا انتخابيًا لترامب، معلنًا دعمه الكامل للرئيس السابق. خلال هذا التجمع، أكد ماسك أن فوز ترامب في انتخابات نونبر 2024 ضروري لـ”إنقاذ الدستور والديمقراطية الأمريكية من الانهيار”. وأضاف أن الإدارة الحالية بقيادة الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس قد “أضرت بالقيم الأمريكية”، مما دفعه لدعم ترامب علنًا.
إيلون ماسك، الذي يُعد واحدًا من أكثر الشخصيات تأثيرًا في عالم التكنولوجيا والابتكار، يُستخدم منصته “إكس” (تويتر سابقًا) للتعبير عن آرائه السياسية والاجتماعية. وفي الآونة الأخيرة، لم يتردد في انتقاد نائبة الرئيس كامالا هاريس، معتبرًا أن سياساتها “تفتقر إلى الفعالية والكفاءة”. من هنا، يرى المحللون أن التبرع الضخم الذي قدمه ماسك ليس مجرد دعم مالي، بل هو إشارة قوية على موقفه السياسي وتأثيره المتزايد في الساحة العامة.
وفي تطور آخر لافت، كشف الرئيس السابق دونالد ترامب مؤخرًا عن خطط لتعيين ماسك في منصب رئيس لجنة معنية بالكفاءة الحكومية، وهي لجنة جديدة تهدف إلى تحسين فعالية الإنفاق الحكومي وتقليص الهدر. وقد تعهد ترامب خلال تجمعاته الانتخابية بخفض “تريليونات” الدولارات من الإنفاق الحكومي، مشيرًا إلى أن وجود ماسك في هذه اللجنة سيكون خطوة رئيسية لتحقيق هذا الهدف. مع ذلك، يرى بعض المراقبين أن هذا التعيين قد يثير جدلاً كبيرًا، خاصة وأن ماسك يمتلك عقودًا حكومية بمليارات الدولارات مع وكالات مثل ناسا ووزارة الدفاع الأمريكية، مما قد يخلق تضاربًا في المصالح.
من جهة أخرى، تتزايد التساؤلات حول مدى تأثير هذا الدعم المالي من ماسك على الانتخابات الرئاسية المقبلة. فقد أثبتت تبرعات كبيرة كهذه في السابق أنها قد تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز الحملات الانتخابية، خاصة في الولايات المتأرجحة. وعليه، يتوقع أن يشهد السباق الانتخابي بين ترامب وخصومه السياسيين مزيدًا من التصعيد في الشهور المقبلة.
بغض النظر عن الجدالات السياسية، يبقى دعم ماسك لترامب تحركًا غير متوقع ويشير إلى حجم تأثير رجال الأعمال البارزين على المشهد السياسي الأمريكي. ويثير هذا الدعم تساؤلات حول المستقبل السياسي للولايات المتحدة في ظل التحالفات الجديدة بين العالم الاقتصادي والسياسي.