“معهد مدن المهن والكفاءات: أزمة انتظار تُهدد مستقبل الطلبة المغاربة”

 

يعاني عدد كبير من الطلبة المغاربة الحاصلين حديثاً على شهادة البكالوريا من أزمة غير مسبوقة، حيث وجدوا أنفسهم مسجلين في معهد مدن المهن والكفاءات بالنواصر، الذي لم يفتح أبوابه رغم الوعود المتكررة بانطلاق الدراسة. هذا المعهد، التابع لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، ظل مغلقاً فعلياً، بينما تقتصر العملية التعليمية على التدريس عن بعد، مما أثار إحباطاً كبيراً بين الطلبة الذين كانوا يتطلعون إلى تجربة تعليمية مهنية تطبيقية.

عدم تفعيل الوعود

الإعلانات التي تم الترويج لها ببدء الدراسة منذ الموسم الماضي لم تُفعّل على أرض الواقع، مما دفع الطلبة للتعبير عن استيائهم من غياب الشفافية والتواصل الواضح من الجهات المسؤولة. نظم العديد منهم وقفات احتجاجية أمام المعهد، مطالبين بإيضاحات رسمية حول أسباب التأخير، خاصة وأنهم تلقوا وعوداً متكررة، كان آخرها بإطلاق الدراسة في 9 شتنبر. لكن قبل ثلاثة أيام فقط من هذا الموعد، وصلت لهم رسائل تفيد بأن الدراسة ستكون عن بعد دون أي تبرير واضح.

التأثير السلبي للتأخير

تسبب هذا التأخير في حالة من الفوضى، حيث اضطر العديد من الطلبة لاستئجار مساكن بالقرب من النواصر استعداداً للدراسة، ليجدوا أنفسهم أمام واقع غير متوقع. في المقابل، طلبوا إما البدء الفوري في الدراسة الفعلية أو نقلهم إلى مراكز تكوين أخرى مع منحهم الأولوية في السكن الداخلي.

على الجانب الآخر، طرح فريق التجمع الوطني للأحرار في البرلمان تساؤلات حول الوضع الحالي للمعهد، معربين عن استغرابهم من استمرار إغلاق المعهد في الدار البيضاء رغم انطلاق الدراسة في مراكز أخرى بمدن مثل طنجة وبني ملال. وطالب الفريق بتوضيحات من وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولات الصغرى والشغل والكفاءات حول الخطوات العملية لفتح المعهد وضمان استمرارية التكوين المهني.

 

فجوة بين الإعلانات والواقع

هذه الأزمة كشفت عن فجوة كبيرة بين الإعلانات التي تُستخدم لجذب الانتباه والواقع الفعلي، حيث لا تزال الوعود غير مفعّلة على أرض الواقع، مما يضع مستقبل الطلبة في خطر وسط غياب الحلول السريعة والتواصل الفعال.

في ظل هذه الظروف، يبقى مستقبل الطلبة على المحك، ويحتاج الأمر إلى تحرك سريع من الجهات المعنية لضمان حقوق هؤلاء الشباب وتوفير بيئة تعليمية مناسبة، تعيد لهم الأمل في تحقيق طموحاتهم الأكاديمية والمهنية.

 

إقرأ أيضأ 

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة