مزايدات سياسية على حساب ساكنة الرباط: البيجيدي وأحزاب أخرى يركبون الموجة بعد فشلهم في التسيير

هد سياسي مألوف، خرج حزب العدالة والتنمية عبر كتابته الإقليمية بالرباط ليعبر عن “مساندته” لساكنة بعض أحياء العاصمة التى شهدت عملية الهدم، ويدّعي وقوفه إلى جانب حقوقهم المشروعة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: أين كان هذا الحزب عندما كان يسير مجالس العاصمة، بل وكان يترأس جهة الرباط-سلا-القنيطرة بأكملها؟

 

بيان “البيجيدي” مليء بالشعارات العاطفية والاستنكار الفارغ، في محاولة يائسة لاستعادة بعض الشعبية التي فقدها في مختلف أرجاء البلاد. فالحزب الذي يحاول اليوم تقديم نفسه كمدافع عن حقوق المواطنين هو نفسه الذي عجز عن تحقيق أي إنجازات حقيقية خلال سنوات تسييره، وترك عاصمة المغرب تعاني من مشاكل التهيئة والعيش الكريم.

 

يدّعي الحزب أنه لم يصوّت على قرارات الهدم، لكنه يعلم جيدا أن هذه العمليات تدخل ضمن تخطيط عمراني طويل الأمد، وليس مجرد قرارات لحظية. وإذا كان البيجيدي يعترض اليوم على هذه المشاريع، فلماذا لم يقم بأي مبادرة حقيقية حين كان يتحكم في جماعة الرباط ويدير الشأن المحلي لسنوات؟ الحقيقة أن ما يحدث اليوم هو مجرد استعراض سياسي مكشوف لا أقل ولا أكثر.

 

لكن العدالة والتنمية ليس وحده في هذا المشهد، فالعديد من الاحزاب الأخرى أيضاً تحاول ركوب الموجة واستغلال هذا الملف الحساس لخدمة أجنداتها السياسية. فجأة، أصبحو يدافعون عن الساكنة، رغم أنهم، سواء في الأغلبية أو المعارضة، كانوا جزءاً من تركيبة المجالس المنتخبة التي لم تقدم حلولاً حقيقية لمشاكل الأحياء الشعبية. فاليوم يحاولون الاستثمار في معاناة المواطنين، فيما لا أحد قدم مشروعاً عملياً أو خطة واضحة لضمان حقوق المتضررين دون عرقلة مشاريع التأهيل الحضري.

 

وفي المقابل، لا يمكن إنكار أن الرباط تشهد نهضة عمرانية كبرى بفضل الرؤية الملكية الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، حيث يتم العمل على تحسين البنية التحتية وتحديث تلك الأحياء المتهالكة، وتعويض الساكنة بشكل عادل، كما يقول المثل “لا ضرر و لا ضرار”، وذلك وفق مساطر قانونية واضحة، لتصبح عاصمة المملكة في مصاف المدن العالمية. كما أن السلطات المحلية، رغم التحديات، تبذل مجهودات جبارة لتنفيذ المشاريع الملكية الرائدة، وفق رؤية تنموية واضحة.

 

الواقع أن تلك الاحزاب التي لم تعد لديها أي مصداقية، وأن أي حديث عن وقوفها إلى جانب حقوق المواطنين ليس إلا استكمالاً لمسلسل التناقضات التي عرفوا بها. فكيف أن من كان جزءاً من صناعة الأزمة أن يدّعي اليوم أنه يحمل الحلول؟ خلاصة القول، الساكنة تنتظر الملموس، وليس مجرد بيانات حزبية جوفاء.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة