عاشت مدينة السمارة، على مدى يومين، على إيقاع فعاليات النسخة الأولى لملتقى السمارة العربي لشعر التبراع، الذي نظمته جمعية الساقية الحمراء الوطنية للتبراع وتنمية الإبداع.
ويندرج تنظيم هذا الملتقى، الذي نظم بدعم من عمالة إقليم السمارة ووكالة الجنوب، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بشراكة مع المديرية الجهوية لقطاع الثقافة بجهة العيون الساقية الحمراء، والمديرية الإقليمية للصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، تحت شعار “فن التبراع تثمين للتراث اللامادي وتجسيد للهوية النسائية”، في إطار الاحتفالات المخلدة لليوم العالمي للمرأة.
وأبرزت رئيسة الجمعية المنظمة السيدة خديجة العبيد، في كلمة لها بالمناسبة، ان تنظيم هذا الملتقى يأتي إسترشادا بالتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الرامية إلى إيلاء العناية اللائقة بالتعبيرات الشفهية والمادية للثقافة الحسانية، وتفعيلا لأدوار المجتمع المدني المنصوص عليها في دستور المملكة.
وأضافت أن إختيار فن التبراع كتيمة لهذا الملتقى نابع أساسا من رغبة جامحة في تسليط الأضواء على ما تحفل به الهوية الثقافية المغربية من غنى وتنوع ضارب في جذور التاريخ، وثراء يفرض على الجميع، كل من موقع مسؤولياته (مؤسسات عمومية وهيئات جمعوية وشعراء وفنانين وأدباء… ) تركيز الجهود والتفكير في آليات عملية من شأنها ضمان إشعاع هذا التراث المغربي الخالص.
وتميزت فعاليات هذه الدورة، التي حضرها الأديب والشاعر طلال سعيد عبد الله الجنيبي، من دولة الإمارات العربية المتحدة كضيف شرف، الى جانب عدد من الشعراء والأدباء والمفكرين من سلطنة عمان ومصر والمملكة العربية السعودية، بتنظيم ندوة فكرية حول موضوع “الكتابة النسائية الرؤية والمسار”، إلى جانب تقديم قراءات في الشعر الحساني والشعر الفصيح، والشعر الامازيغي.
كما تضمن برنامج هذا الملتقى الذي عرف مشاركة شاعرات واديبات من مدن فاس واكادير والداخلة والعيون، تكريم عدة وجوه نسائية وطنية ودولية من مختلف المشارب، وتنظيم مجموعة من الأنشطة المتنوعة، شملت على الخصوص عرض فيلم وثائقي حساني للمخرجة مليكة ماء العينين تحت عنوان “العزة المجحودة”، وماستر كلاس لفائدة طلبة الكلية المتعددة التخصصات بالسمارة، ولقاءات فنية ونقاشات علمية وثقافية بالإضافة الى زيارات ميدانية لعدد من المؤسسات والفضاءات ذات الطابع الاجتماعي والإقتصادي.
وتجدر الإشارة إلى أن “التبراع” شعر نسائي مرتبط أساسا بالمرأة الحسانية، يظل من الوجهة اللغوية متصلا بمفاهيم كثيرة تدل على المهارة الكلامية والعطاء المثمر والإنتاج المتتالي بالفطرة، واشتقت منه كلمة “تبريعة ” التي هي بمثابة قصيدة صغيرة تعبر بها الفتيات عن مشاعرهن التي يمنع التعبير عنها بوضوح وبشكل صريح أمام الملأ”.
وتهدف الجمعية المنظمة، التي تأسست منذ سنة 2014، إلى الاهتمام بالثقافة الحسانية، وتشجيع التبراع الحساني، وتنظيم تظاهرات ثقافية وندوات ومحاضرات للتعريف بالتبراع في الثقافة الحسانية، وتنمية ثقافة الابداع في مختلف المجالات، والمساهمة في تدوين التراث الثقافي الحساني، ودعم النساء في المجال الثقافي والاجتماعي، والتعاون والتنسيق مع كل المؤسسات المهتمة بالإبداع النسوي.
كما تروم هذه الجمعية صيانة الموروث الثقافي الحساني، والمساهمة في النهوض بالثقافة الحسانية من خلال توقيع اتفاقيات شراكة مع مؤسسات حكومية وشبه حكومية، واحياء الذاكرة الشعبية لشعر التبراع لكونه احد مظاهر الابداع عند المرأة الصحراوية، والتعاون والتشاور مع الجمعيات والهيئات والمنظمات والفعاليات الوطنية والدولية التي تتماشى اهدافها مع اهداف الجمعية.
اكتشاف المزيد من مغربنا24 - Maghribona24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
تعليقات ( 0 )