واقع مأساوي في شمال قطاع غزة
يعاني أهالي شمال قطاع غزة من أوضاع إنسانية صعبة، حيث يتزامن الجوع والعطش مع غياب الخدمات الصحية في ظل القصف والدمار الناتجين عن العملية العسكرية الإسرائيلية، التي بدأت في الخامس من أكتوبر 2023. تستمر هذه العملية وسط حصار خانق يفرضه الجيش الإسرائيلي على المناطق الشمالية، بما في ذلك بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا، مما يعوق دخول المساعدات الإنسانية وشاحنات المياه.
مع دخول العملية العسكرية يومها التاسع، يناشد السكان جميع المؤسسات الدولية للتحرك من أجل إنقاذ حياتهم قبل فوات الأوان. في هذا السياق، أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” بأن الجيش الإسرائيلي يحاصر حوالي 400 ألف فلسطيني شمال القطاع.
الواقع الميداني: قصف وتدمير مستمر
لا تزال قوات الجيش الإسرائيلي تحاصر مخيم جباليا، حيث يتمركز الجيش في مناطق غرب وشرق المخيم ويمنع الدخول والخروج. شهدت الليلة الماضية تفجير العديد من المباني السكنية في محيط منطقة الفالوجا. وأفاد الشاب غازي المجدلاوي بأن الآليات الإسرائيلية تتمركز في الشوارع الرئيسية، مما أدى إلى تدمير العديد من المنازل. وأكد أن جثث المواطنين لا تزال تحت الأنقاض، حيث تعذر على فرق الإسعاف الوصول إليهم بسبب القصف.
في السياق ذاته، استمر الجيش الإسرائيلي في اقتحام المنازل واعتقال الرجال، بينما تُترك النساء في ظروف غير معروفة. ويشير المواطن رائد الخطيب إلى أن الوضع في المنطقة يزداد سوءاً، حيث يستمر القصف دون توقف.
نقص حاد في الغذاء والمياه
توقف العمل في جميع محطات تحلية المياه في شمال قطاع غزة، وكان آخرها محطة “إيتا”، التي تعد المصدر الرئيسي للمياه الصالحة للشرب في المنطقة. حيث تأتي هذه التوقفات نتيجة الأوامر العسكرية الجديدة. في ظل هذا النقص، يعتمد الأهالي على بعض المعلبات والبقوليات، مما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني.
أزمة صحية خانقة
يعاني القطاع الصحي في شمال غزة من تداعيات خطيرة، حيث تتعرض طواقم الإسعاف والطواقم الطبية للاستهداف. ورغم التهديدات الموجهة للمستشفيات، تواصل المستشفيات الثلاثة العاملة في شمال القطاع تقديم خدماتها، لكن الموارد المتاحة لها محدودة ولا تكفي لتلبية احتياجات المرضى.
التهجير والاستهداف المنظم
تسعى القوات الإسرائيلية إلى إجلاء سكان شمال القطاع وفرض حصار محكم، وهو ما يُعتبر جزءًا من “خطة الجنرالات” التي تهدف إلى تحويل المنطقة إلى منطقة عسكرية مغلقة. وقد أودت هذه العمليات بحياة أكثر من 140 ألف فلسطيني وجرح العديد، بالإضافة إلى فقدان الآلاف، وسط دمار هائل يعصف بالبنية التحتية.
في خضم هذه المأساة، يتطلب الوضع تحركًا دوليًا فوريًا لإنقاذ الأرواح وتقديم المساعدات الإنسانية.
تصفح الموقع