وتضمن برنامج المنتدى عروضا أدبية وموسيقية وإلقاءات شعرية أتحف بها مثقفون وفنانون مغاربة وإسبان الحضور، بغاية إبراز الإرث المشترك ودور الإبداع الإنساني، بكل أشكاله التعبيرية، في دعم التقارب والتفاهم والتقاسم بين الجانبين.
في كلمة بالمناسبة، أكدت المديرة الجهوية للثقافة بطنجة-تطوان-الحسيمة، زهور أمهاوش، أن البعد الثقافي، الذي يجسده المنتدى، مهم جدا في تعزيز دينامية العلاقات بين المغرب وإسبانيا، في سياق الطفرة النوعية التي تعرفها العلاقات الثنائية في أكثر من مجال، مبرزة سعي البلدين لتكثيف التعاون الثقافي والحوار الإبداعي بين المثقفين بشكل عام، وإغناء أجندة التظاهرات المشتركة.
وأشارت إلى أن التظاهرات الثقافية تتيح التعرف أكثر على المقومات الثقافية لكلا البلدين، اللذين لهما إسهامات مرجعية في الفكر الإنساني العالمي وفي تنشيط التبادل الثقافي الكوني، كما تتيح الاحتفاء بالتنوع الذي يتميز به حوض البحر الأبيض المتوسط كمهد للحضارة الإنسانية.
وفي كلمة باسم أنتونيو مولينا، رئيس جمعية “كواديرنوس دي رولدان” من اشبيلية، المنظمة للقاء من الجانب الإسباني، جرى التأكيد على أن التظاهرة تروم بالأساس تعزيز الحوار الثقافي والشعري والإنساني بين أصحاب الكلمة الموزونة من المغرب وإسبانيا، خاصة من منطقة الأندلس، الذين وإن اختلفت لغتهم فما يجمعهم هو الحس الإنساني العميق.
واعتبرت كلمة الجمعية الإسبانية أن المنتدى يشكل مظهرا من مظاهر سعي مثقفي البلدين لاستثمار الفعل والحركة الثقافيين للمساهمة في الدينامية الاستثنائية المتنوعة، السياسية والأكاديمية والعلمية والاقتصادية، التي تعيش على إيقاعها العلاقة النموذجية بين المملكتين، وتعزيز التقارب الإنساني بين الشعبين.
كما يعتبر هذا المنتدى، بأجندته الغنية، مبادرة ثقافية خلاقة تجدد التأكيد على إرادة تبادل وتقاسم التجربتين المغربية والإسبانية في ميدان الإبداع الثقافي بمختلف تجلياته، كما يعطي دفعة أخرى للفعل الأدبي والتعريف بالمشترك الثقافي الضارب الجذور في عمق التاريخ.
من جهته، لفت سعيد كوبريت، رئيس مؤسسة بيت الصحافة، الى أن العلاقات الثقافية بين المغرب وإسبانيا، المتجذرة بحكم التاريخ المشترك والتمازج والتفاعل الإنسانيين الضارب في الزمن والقرب الجغرافي بين الضفتين، يمكن أن تشكل دائما الخيط الناظم الذي تنبني عليه أسس الروابط متعددة الأوجه التي تجمع المملكتين.
وقال كوبريت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المنتدى هو أيضا مناسبة لإحياء تراث ثقافي مشترك واستحضار أسس التمازج الثقافي والحضاري، مضيفا أن هذه التظاهرة الأدبية تندرج أيضا في إطار ديناميات ثقافية حيوية تشكل آلية مهمة من آليات الدبلوماسية الثقافية ودعم التفاهم والتقارب، وهي أيضا تمرين للتحضير الثقافي للعرس الكروي العالمي “مونديال 2030” المنظم بشكل مشترك بين إسبانيا والبرتغال والمغرب.
وأكد المشاركون في ندوة فكرية تحت عنوان “بين ضفتين .. كينونة الإنسان وصيرورة الابداع “، ضمن برنامج المنتدى، على خصوصية مساهمة الإبداع الثقافي في التعريف بعطاءات مثقفي البلدين ودعم الحوار والتعاون بين المبدعين في شتى التعبيرات والتمظهرات الثقافية.
ورأى المتدخلون أن الثقافة، بشكل عام، والثقافة المغربية الإسبانية المشتركة، بشكل خاص، هي حصن حاضن للإبداع البشري في تباينه وتلاقحه، من منطلق أن الثقافة المتوسطية، على وجه التحديد، أثرت الفكر الإنساني وأغنته، وشكلت ملتقى تاريخيا للشرق والغرب.
واحتوى برنامج المنتدى على لحظة موسيقية شكلت رجع صدى بين العدوتين بفضل الأداء المبهر للموسيقي أحمد شقارة، إلى جانب قراءات شعرية بمشاركة رامون سارميينتو وأنا ريسييو مير وراكيل ديل بوز كانياس ومانويل كاستيو مارتوس وسالي بوبا أومارو و محمد العربي غجو وسعيد كوبريت ولطيفة العمارتي وجليلة الخليع واحمد فرج الروماني ومريم التسماني.