من كان يظن أن فوزي لقجع، وزير الميزانية، هو البطل المنتظر لمحاربة الفواتير الوهمية؟ في تصريحٍ مثير للجدل، أعلن لقجع عن حربه ضد الشركات التي تصدر آلاف الفواتير الوهمية بهدف التهرب من الضرائب، حيث أكد أنه “سيتصدى بكل حزم لمن ينتج ويبيع الفواتير الوهمية”، مشيرًا إلى أن هؤلاء يهددون الاقتصاد الوطني ويسعون إلى تخريبه.
حسنًا، يبدو أن الوزير قرر دخول معركة من نوع خاص، ولكن هل يملك لقجع القدرة على النجاح في كل هذه المهام؟ فهو، في النهاية، ليس مجرد وزير للميزانية، بل رجل يحمل على عاتقه مسؤوليات ثقيلة تمتد إلى عدة مجالات، من الاقتصاد إلى الرياضة، مرورًا بتنظيم أكبر التظاهرات الدولية. فهو المنسق الرئيسي لتنظيم كأس العالم 2030، حيث يتحمل مسؤولية كبرى في إنجاح هذا الحدث العالمي الذي سيستضيفه المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال. كما أنه رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. إضافة إلى ذلك، يشغل منصب رئيس نادي نهضة بركان، حيث ما زال يشرف على تدبير شؤون النادي البرتقالي، رغم مسؤولياته الجسيمة الأخرى. كل هذه المهام تجعله أحد أبرز رجال الملفات الكبرى في المغرب.
لكن ما يثير التساؤل هو: هل يستطيع المكافحة دون أن يغرق في تفاصيل هذا الملف المعقد وتراكمات السنين الماضية؟ لا يمكن إنكار خطورة الفواتير الوهمية على الاقتصاد الوطني، حيث تؤدي إلى تهرب ضريبي واسع يفقد خزينة الدولة مداخيل ضخمة. ومع ذلك، هل يمكن للوزير أن يحقق نتائج حقيقية في هذه الحرب، أم أن التشعب الكبير لمهامه قد يجعله غير قادر على التفرغ لهذا الملف بشكل كامل؟. فهو يتحرك في كل الاتجاهات، موجود في الرياضة، في السياسة، و في المالية، وحتى في العلاقات الدولية. ومع كل ما ذكرناه، هل يستطيع الوزير الكبير التركيز على كل هذه المهام, دون ان يغرق وسط زحمة مسؤولياته؟ ام انه سيصل إلى خط النهاية منتصرًا؟