كوكاس يواصل كشف أحلامه بوشم جديد في “للحكمة، لا يكفي الصمت”

أصدر الكاتب والإعلامي عبد العزيز كوكاس كتابا جديدا بعوان “للحكمة، لا يكفي الصمت”، عن منشورات النورس وهو الكتاب الذي افتتح بشهادات موقعة من مبدعين ونقاد ومفكرين كبار أمثال كليطو، إدريس بنسعيد، يقطين، طه بلافريج، حول الأسلوب المبدع الذي تميز به الكاتب عبد العزيز كوكاس حتى في مقالاته السياسية وتحليلاته الصحافية، تعكس هذه المقالات أسلوبا في الصحافة يجمع بين الفائدة والمتعة، يبغي التبليغ والتوصيل وظيفة أي كتابة صحافية، دون التفريط في الإمتاع والجمالية عبر استغلال الإمكانات الإبداعية التي تتيحها اللغة العربية، وبالتالي فهي كتابة تجترح لغة خاصة في الصحافة خارج الحكم أو الأقوال المركزة لكُتاب كبار اعتاد المؤلف أن يقدم بها مقالاته، من “البوح الممكن”، إلى “نبض القلب” و”ورود وأشواك” و”بيني وبينكم” وب”القلم الجاف” و”علاش لا؟” و”لم لا؟”… لأنها تقول بالموجز المختصر ما كان ي التعبير عنه بقوة.. إنها ليست كتابة لقيطة، بل هي سليلة كتابات صحافية باذخة، لرواد كبار من عبد الجبار السحيمي إلى محمد باهي، فالعربي المساري وعبد الرفيع الجواهري… على سبيل التمثيل لا الحصر، كانت كتاباتهم الصحافية مرشد كوكاس ودليله على درب الصحافة.

يقول الناقد سعيد يقطين في شهادته في مفتتح المولود الجديد “للحكمة، لا يكفي الصمت” الصادر عن منشورات النورس: “اعتبر العرب الشعراء أربعة، واحد منهم، فقط، يجري ولا يجرى. أما الكُتاب في رأيي فاثنان لا غير. واحد يكتب بقلمه، وآخر يكتب بجوارحه وعقله. أما الذي يكتب بقلمه فمهما كان سيّالا، سيصل ذات يوم إلى حد الجفاف، فيتوقف نهائيا، ويخلد إلى صمت مريع. أما من يكتب بجوارحه وعقله، فما دام يجري الدم في عروقه ستظل الكتابة بالنسبة إليه هي الحياة لأنه بها يحيا، وبها يعبر عن حياته وأمله أن تتحقق الحياة الكريمة للجميع.

من خلال قراءتي لكتابات عبد العزيز كوكاس، وسماعاتي عنه، قبل اللقاء به مباشرة، وبعد لقائي به، واستماعي لخطابه، تبين لي من خلال كل ذلك أنه من الطينة الثانية من الكتاب الذين يمتلكون أولا، ناصية الكتابة وفق أصولها الراقية والجميلة، وثانيا، ممن يملأ جوارحهم وأفكارهم حب الوطن، والاستمرار في التواصل معه عبر فهم دقيق لقضاياه المختلفة.

في منجزاته الكتابية والشفاهية التي تفاعلت معها، ظل كوكاس يقدم صورة حقيقية للمثقف المغربي الصادق الذي لا تهمه البهرجة والادعاء والكبرياء. إنه بتواضعه وعمق تفكيره وذكائه الذي نلمسه في كل أعماله، يُسهم في تأكيد الانتماء إلى تراث أصيل من الإنجاز الثقافي والإعلامي المغربي، وأنه بذلك امتداد لارتباط وثيق بالوطن والوطنية، وبالقيم المغربية الأصيلة في عمقها الإنساني. وأعتقد جازما أنه ممن سيظل يواصل بالكلمة حياته”.

هذه الكتابات الصحافية تشكل مرآة تعكس مرحلة مهمة من تحول الصحافة الورقية بالمغرب مع بداية تراجع الصحافة الحزبية وظهور الصحافة الخاصة أو المستقلة التي أصبحتْ مؤثرة في تأطير الرأي العام، خاصة بعد مشاركة المعارضة في مجال التسيير الحكومي، والذي خلق فراغا في الحقل السياسي بدا كما لو أن الصحافة المستقلة بدأت تملأه وتتحول تحت سلطة قدر أعمى إلى معارض شرس للسلطة.. وهو ما كلفها والمسؤولين عنها محنا، آثار بعضها لا زالت حاضرة حتى اليوم. لذلك يقول المفكر عبد الإلاه بلقزيز: “لا يُحسن التعبيرَ إلا من يُحسن التفكير، هي قاعدة لا نُدْحة لأحدٍ منا عن استصحابها في كل نظر إلى فعل الكتابة، أو إلى نص مكتوب، حين نقرأُ نصوص الأستاذ عبد العزيز كوكاس، نقف على صدق مَقُولها، رشاقةُ العبارة وبهاءُ الصّوغ وانسيابيّةُ السرد – وهي من سمات الكتابة عنده- تَدُلُّنا على أن الرجل ما حذق في اللغة والتعبير وأَمْهَرَ قولَهُ إلا لأنه يَحذقُ في التفكير وتنظيم المعاني”. أما الكاتب طه بلافريج مؤسس كونكت إنستيتوت فيقول: “تعرفت على الكاتب والإعلامي عبد العزيز كوكاس كصحفيّ قلق. لا يقبل الخضوع.. ينهل دوما من التراث العالمي ليدافع عن هذه القيم التي أصبحت نادرة في زمن الاستسلام”.

“للحكمة، لا يكفي الصمت” هي الجزء الرابع من سلسلة أحلام غير منتهية الصلاحية التي دأب الكاتب والإعلامي كوكاس على إصدارها تحت عناوين أنيقة لا تخطئ العين جماليتها الشعرية وأبعادها التأملية.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة