تستعد الجمعية المغربية للعلوم الطبية للاحتفال بحدث تاريخي هام يتمثل في مرور مائة عام على تأسيسها، وهو إنجاز يعكس التزامها الراسخ بخدمة صحة المواطنين والمساهمة في تطوير المنظومة الصحية الوطنية.
هذا الحدث، الذي يأتي في سياق الرؤية الملكية الرامية إلى تعزيز الحماية الاجتماعية، يؤكد الدور المحوري للجمعية كشريك فعال في تحقيق تطلعات المواطنات والمواطنين من طنجة إلى الكويرة.
منذ تأسيسها، اضطلعت الجمعية المغربية للعلوم الطبية بمسؤولية تطوير القطاع الصحي في المغرب، عبر مجالسها الإدارية التي تضم 53 جمعية عالمة متخصصة في الطب العام والتخصصات الطبية المختلفة.
وبفضل الفروع الجهوية المنتشرة في جميع أنحاء المملكة، نجحت الجمعية في توسيع نطاق خدماتها وتعزيز دورها في تشجيع التكوين المستمر، تطوير البحث العلمي، وإعداد توصيات علمية متعلقة بالممارسات الطبية الجيدة.
كما أسهمت الجمعية في توحيد البروتوكولات العلاجية، التي تهدف إلى تخفيف العبء المادي عن المرضى وضمان وصولهم إلى خدمات صحية عالية الجودة، مع الالتزام بمعايير أخلاقيات المهنة. ومن بين إنجازاتها البارزة، تعزيز التعاون الصحي جنوب-جنوب من خلال توقيع اتفاقيات هامة ودعم تكوين أطباء الغد على المستويين المغربي والإفريقي.
بروتوكولات علاجية وطنية
أثمرت الشراكات بين الجمعية ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، والوكالة الوطنية للتأمين الصحي، والهيئة الوطنية للطبيات والأطباء، عن إصدار 15 بروتوكولاً علاجياً وطنياً يتم العمل بها حالياً.
هذه البروتوكولات تغطي مجموعة واسعة من الأمراض، من بينها السرطانات، داء السكري، الصدفية، والتعفنات السابقة للولادة. وتستند هذه البروتوكولات إلى أبحاث ودراسات علمية دقيقة، مما ساهم في جعل المغرب نموذجاً رائداً بين دول الجنوب.
رغم الإنجازات الكبيرة، لا تزال الجمعية تواصل جهودها، حيث تعمل على إعداد 29 بروتوكولاً علاجياً جديداً بالتعاون مع الهيئة العليا للصحة. الهدف من هذه الجهود هو تجويد الخدمات الصحية وضمان استمرارية تحسين الصحة العامة بالمغرب.
يُعد الاحتفال بمرور مائة عام لحظة فخر واعتزاز لأعضاء الجمعية، الذين يعتبرون هذه المناسبة فرصة لتعزيز التزامهم بمواصلة مسيرة العطاء.
ومن المنتظر أن تعلن الجمعية قريباً عن برنامج فعاليات الاحتفال بهذا الإنجاز، الذي سيتضمن تكريماً لروادها السابقين مثل المرحوم البروفيسور علي الماعوني، الذي ترك بصمة واضحة في مجال الجراحة العامة وتكوين أجيال من الأطباء.
دعوة مفتوحة للشركاء والإعلام
من جهتها، أكدت الجمعية على أهمية دور الإعلام في رفع مستوى التثقيف الصحي ونقل المعلومة الصحيحة، موجهة تحية تقدير لنساء ورجال الإعلام.
كما دعت كافة الفاعلين الصحيين والمهتمين للمشاركة في فعاليات الاحتفال بهذه اللحظة التاريخية، التي تشكل تتويجاً لقرن من العمل الجاد والمثمر.
بهذه المناسبة، تجدد الجمعية المغربية للعلوم الطبية التزامها الراسخ بخدمة صحة المغاربة وتعزيز العدالة الصحية، مستلهمة رؤيتها من التوجيهات الملكية السامية ومبادئ العمل العلمي والأخلاقي.