حقق فيلم “نايضة: كبرها تصغار” للمخرج والممثل المغربي سعيد الناصري نجاحًا لافتًا على منصة “يوتيوب”، حيث تصدر قائمة المشاهدات محققًا أكثر من 6 ملايين مشاهدة خلال الأيام الثلاثة الأولى من إطلاقه على القناة الرسمية للناصري.
“نايضة” يروي حكاية اجتماعية مشبعة بالكوميديا السوداء، إذ يستعرض رحلة “سعيد” وأصدقائه، شباب من أحد أحياء الدار البيضاء يعانون من الفقر والتهميش وغياب أبسط الحقوق الاجتماعية والاقتصادية. يدفعهم الإحباط إلى تصعيد غير مسبوق، يتمثل في احتجاز دبلوماسيين وشخصيات سياسية بارزة كرهائن، في محاولة يائسة لإيصال صوتهم إلى رئيس الحكومة. لكن ما يبدأ كحركة احتجاجية يتحول إلى سلسلة أحداث غير متوقعة، تضعهم في مرمى الاتهام بالإرهاب، ما يكشف هشاشة الأوضاع الاجتماعية ويطرح تساؤلات عميقة حول تعامل السلطات مع مطالب الشعب.
الفيلم، الذي يجمع بين الكوميديا الساخرة والدراما المؤثرة، يبرز ببراعة التناقضات الاجتماعية والاقتصادية في المغرب، ويدفع المشاهد للتفكير في قضايا جوهرية تتعلق بالعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. ورغم الطابع الفكاهي، نجح الناصري في طرح مواضيع معقدة بأسلوب بسيط، ما جعل العمل قريبًا من نبض الشارع المغربي.
يمثل “نايضة” استمرارًا لنهج الناصري في استخدام السينما كمنصة للتعبير عن قضايا اجتماعية ملحة، مما جعله يلقى استحسانًا واسعًا من مختلف الفئات، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي يعيشها العديد من المغاربة. هذا التفاعل الجماهيري الكبير يؤكد قدرة العمل السينمائي على أن يكون مرآة تعكس هموم المجتمع وتحفز النقاش حول أبرز تحدياته.