في تطور مثير داخل أروقة الاتحاد الإسباني لكرة القدم، قدّمت ماريا تاتو، مديرة ملف ترشيح إسبانيا لاستضافة كأس العالم 2030، استقالتها الأربعاء، وذلك بعد تفجر فضيحة تتعلق بآلية اختيار الملاعب التي ستحتضن البطولة، والتي ستُنظم بالشراكة مع المغرب والبرتغال.
ووفقًا لما كشفته صحيفة إل موندو، فقد تم استبعاد مدينة فيغو من القائمة النهائية لصالح سان سيباستيان بعد إدخال معايير تقييم جديدة في اللحظات الأخيرة، ما أثار موجة من الجدل والاستياء. وأوضحت الصحيفة أن ملعب “بالايدوس” في فيغو كان قد حصل في التقييم الأولي على 10.2004 نقطة، متفوقًا على ملعب “أنويتا” في سان سيباستيان الذي حصل على 10.1226 نقطة. إلا أن مراجعة مفاجئة للتقييم بعد يومين فقط رفعت تصنيف أنويتا إلى 10.6026 نقطة، بحجة أنه لا يحتاج إلى أعمال ترميم كبيرة، مما يجعله أكثر توافقًا مع معايير الاستدامة التي وضعها الاتحاد الإسباني.
فحسب ما جائت به الصحية، فإن التلاعب في المعايير ظهر جليًا في تسريبات صوتية نشرتها إل موندو لاجتماع عقد في 25 يونيو 2024، حيث ظهرت ماريا تاتو إلى جانب العضوين الآخرين في اللجنة، فرناندو سانز وخورخي موينكيل، وهم يناقشون إدخال تغييرات متكررة على معايير التقييم لتحقيق “النتيجة المطلوبة”. وفي إحدى التسجيلات، قالت تاتو: “هيا بنا، سنضيف قيمًا إلى ملف إكسل لنرى ماذا سيحدث. هذه أول تجربة من بين 800 تجربة سنجريها حتى نحصل على النتيجة التي نريدها”. وهو ما اعتُبر دليلًا واضحًا على وجود نية مسبقة لتوجيه الاختيار وفقًا لأجندات معينة، بعيدًا عن التقييم الموضوعي.
وأمام تصاعد الضغوط، خصوصًا بعد احتجاج عمدة فيغو الذي أكد أنه طالب الاتحاد الإسباني بتفسير استبعاد مدينته “25 مرة” دون تلقي رد مقنع، لم يكن أمام ماريا تاتو سوى تقديم استقالتها. وقد قُبلت استقالتها من قبل رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم في محاولة لاحتواء الأزمة قبل أن تتفاقم أكثر.
وتأتي هذه الفضيحة في وقت حساس بالنسبة لإسبانيا، التي تسعى إلى تقديم صورة مثالية لاستعداداتها لاستضافة مونديال 2030 بالشراكة مع المغرب والبرتغال. غير أن هذه الأحداث قد تؤثر سلبًا على مصداقية الملف الإسباني لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مما يثير تساؤلات حول شفافية عملية الاختيار برمتها.
