في حوار خصت به وكالة المغرب العربي للأنباء، تتطرق رئيسة المجلس الجماعي لمدينة الرباط، فتيحة المودني، لتتويج عاصمة المملكة بالجائزة الشرفية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية 2024، وذلك خلال تخليد اليوم العالمي للإسكان بكيريتارو بالمكسيك.
وبهذه المناسبة، تستعرض السيدة المودني رؤيتها للمشاريع التي مكنت الرباط من الحصول على هذا الاعتراف الدولي، فضلا عن الجهود المبذولة في مجال التنمية الثقافية والاندماج الاجتماعي.
° نالت الرباط مؤخرا الجائزة الشرفية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية 2024، ما يمثل هذا التتويج؟
بالفعل، إن تتويج الرباط بالجائزة الشرفية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية 2024، إلى جانب جائزة البحر الأبيض المتوسط للتميز في مجال الاندماج الاجتماعي والتنمية الثقافية، يعد شرفا كبيرا بالنسبة لمجلس جماعة الرباط، للساكنة وللمغرب ككل، إنه بمثابة اعتراف عالمي بطابع الإدماج والاستدامة لمدينة الرباط.
يثمن هذا التتويج وجاهة البرنامج الرائد “الرباط مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية“، الذي يهدف للحفاظ على التراث المغربي عامة ومدينة الرباط خاصة مع الاستجابة للتحديات التي يعرفها العالم كالتغير المناخي والتحضر السريع. كما يسلط الضوء على المشاريع التنموية والحضرية على المستوى المحلي في المدينة، كبرنامج “مدن وأحياء بدون صفيح” الذي تم تنزيله على مستوى جهة الرباط وعرف نجاحا كبيرا، وذلك بفضل الرؤية الاستراتيجية والمستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
هذه التتويجات هي ثمرة المجهودات الجبارة والتعاون الوطيد بين المجلس الجماعي لمدينة الرباط وولاية جهة الرباط – سلا -القنيطرة والقطاعات الوزارية المعنية والقطاع الخاص وشركات التنمية المحلية وجمعيات المجتمع المدني والساكنة.
° – عاصمة المملكة شهدت طفرة على مستوى التنمية الحضرية، ما هي الأولويات التي تم الاشتغال عليها من أجل تحسين جودة الحياة بالمدينة؟
كما أشرت في البداية، فبرنامج “الرباط مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية“، يتضمن مجموعة من البرامج الرامية لتطوير البنيات التحتية الحضرية. تمت إعادة تهيئة الفضاءات العمومية، وإنشاء ملاعب القرب التي تشمل جميع الأصناف الرياضية بمجموع 175 ملعبا للقرب، ومسبحا بلديا ضخما، ومسارح القرب، كما تمت إعادة تأهيل المدينة العتيقة والمآثر التاريخية، وإنشاء مراكز سوسيو ثقافية ومراكز الإدماج.
وفي السياق ذاته أنجزت مدينة الرباط مجموعة من المشاريع كتوسيع الشوارع وإنشاء أنفاق ومرائب تحت أرضية، نحن نشتغل على إدماج جميع فئات المجتمع لجعل العاصمة الرباط مثالا يحتذى به على الصعيدين العالمي والقاري، مع الأخذ بعين الاعتبار الفئات الهشة، وذوي الاحتياجات الخاصة، والمرأة والشباب.
° – مع التتويجات والاعتراف بوجاهة البرنامج الرائد “الرباط مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية”، كيف ساهمت الثقافة في إشعاع المدينة؟
الرباط لم تعد فقط عاصمة إدارية، بل هي عاصمة ثقافية ورياضية وسياحية. تمثل الثقافة إحدى ركائز المدينة، حيث تمت إعادة ترميم مجموعة من المتاحف والمآثر التاريخية، وتنظيم مهرجانات متنوعة، وغيرها من البرامج التي ساهمت في إشعاع المدينة.
وأشير هنا إلى اختيار الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية لعام 2022، وكذا عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي.
° – ما هي المخططات التي تشتغلون عليها لتعزيز مكانة الرباط كمركز ثقافي ورياضي وسياحي؟
كما يعلم الجميع، المغرب مقبل على تنظيم مجموعة من التظاهرات الرياضية، وهذا فخر لنا كمغاربة، ويتعلق الأمر بكأس الأمم الإفريقية 2025، والنسخ الخمس المقبلة من نهائيات كأس العالم للسيدات لفئة أقل من 17 سنة، وكأس العالم 2030، وهكذا ستكون الرباط جزء من هذه المواعيد الهامة.
ويتم في الوقت الراهن الاشتغال على برامج متعددة، كإعادة تأهيل المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، وتأهيل المركب الرياضي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وبطبيعة الحال يجب أن تواكب هذه الأوراش بمشاريع سياحية، من منشآت سياحية ومؤسسات فندقية، بعضها فتح أبوابه وأخرى لازالت في طور الإنجاز.
وفي السياق ذاته يتم الاشتغال على برمجة مواعيد ومهرجانات ثقافية متنوعة، إلى جانب تدبير المواقع التاريخية لجعلها قادرة على استقطاب أكبر عدد من السياح.
° – ألا تعتقدون أنه قد حان الوقت لتعزيز تصنيف الرباط ضمن المدن الذكية؟
بكل تأكيد نطمح في أن تكون الرباط مدينة ذكية بامتياز لتسهيل الحياة وتحسين الخدمات، ولمواكبة العصر. في هذا الإطار نشتغل مع شركائنا المحليين على مجموعة من التطبيقات التي ستتيح بالمواكبة والتدبير الآني لجميع القطاعات، كالنظافة، واستهلاك المياه، والنقل في إطار التعاون بين الجماعات أو ما يسمى بتجمع مدن العاصمة.
هذه التطبيقات ستساهم أيضا في استدامة مدينة الرباط، فعندما نقول الرباط مدينة ذكية، بالضرورة يجب أن تكون مستدامة، حيث اتجهنا إلى الاعتماد على الطاقات المتجددة، وتعزيزها، إلى جانب تدوير وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة من أجل سقي المناطق الخضراء بمدينة الرباط، فبلغة الأرقام، 98 في المائة من المناطق الخضراء بالمدينة تسقى بالمياه المعالجة.
ونطمح كذلك إلى تحلية مياه البحر من أحل تعزيز استقلالنا المائي. هناك آفاق واعدة للمضي قدما وجعل الرباط تضاهي العواصم العالمية تماشيا مع رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
اكتشاف المزيد من مغربنا24 - Maghribona24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
تعليقات ( 0 )