في تحول مثير للجدل، خرجت الناشطة السويدية غريتا تونبرغ، المعروفة بمواقفها البيئية، لتتبنى مواقف سياسية مشكوك في مصداقيتها، بعد زيارتها لمخيمات تندوف بدعوة من جبهة البوليساريو. هذه الخطوة أثارت العديد من التساؤلات حول مدى وعي الناشطة بحقيقة الصراع في المنطقة، وعمّا إذا كانت قد أصبحت ضحية استغلال سياسي يخدم أجندات معينة بعيدة عن جوهر قضيتها الأصلية.
غريتا، التي دأبت على الدفاع عن العدالة المناخية والحقوق البيئية، وجدت نفسها الآن في خضم قضية سياسية معقدة، حيث أعلنت بشكل فج عن دعمها للبوليساريو، متجاهلة الحقائق التاريخية والقانونية للصراع. فهل غريتا، البالغة من العمر 22 عامًا، تدرك أن المخيمات التي زارتها تحت سيطرة كيان يُتهم بانتهاكات حقوق الإنسان ضد سكانه؟
عبر منصاتها الرقمية، شنت غريتا هجومًا على المغرب، متهمة إياه بممارسة “الغرين واشينغ” و”الوايت واشينغ”، دون أن تقدم أي أدلة تدعم مزاعمها. وفي الوقت ذاته، تغاضت عن الحديث عن الوضع الإنساني المتدهور في مخيمات تندوف، حيث يتم قمع أصوات المعارضين، ويتم استغلال اللاجئين كورقة ضغط سياسية.
كما أن اختيارها التحدث إلى وكالة الأنباء الجزائرية، يزيد من الشكوك حول نواياها الحقيقية. فبدلاً من التركيز على أهدافها البيئية، اختارت غريتا الانحياز إلى رواية أحادية الجانب، ما يضع مصداقيتها كناشطة تحت المجهر.
هذه الخطوة تعيد إلى الأذهان سؤالاً قديمًا هل تُدرك الشخصيات العالمية التي تُستخدم في مثل هذه القضايا مدى تعقيدها؟ أم أنها تنجرّ بسهولة إلى الحملات الإعلامية المدفوعة التي تهدف إلى تضليل الرأي العام العالمي؟
غريتا تونبرغ، التي طالما نادت بالعدالة، مطالبة الآن بتوضيح مواقفها وكشف الحقائق التي اعتمدت عليها لتبني هذه المزاعم. فالمصداقية ليست مجرد شعار يُرفع، بل هي التزام أخلاقي يفرض على الناشطين معرفة الحقائق كاملة قبل إصدار الأحكام.
إن التحول في مواقف غريتا، من الدفاع عن البيئة إلى التورط في أجندات سياسية تخدم أطرافًا معينة، يضعها في دائرة النقد، ويدعو الجميع للتساؤل: هل فقدت غريتا بوصلتها؟ أم أنها مجرد أداة أخرى في لعبة العالم الآخر؟