عفوا سيدي الوزير … ما يجري في السودان نعرفه ولن تنطلي علينا ” الخدعة”

لربما لم يدرك وزير الثقافة والإعلام السوداني ،خالد الأعسر ، أن محاولته خلال ندوة بسفارة بلاده بالرباط، لاستغلال منصة الإعلام المغربي ، لكيل التهم وتحميل دولة لها مكانة خاصة في قلوب المغاربة ، مسؤولية أزمة بلاده غير مجدي تماما ولن تمر على المغاربة بتلك السهولة التي تصورها.

عفوا سيدي الوزير ، الصحفيين المغاربة يدركون ويعون ويفهمون “تركيبات وتعقيدات” الأزمة السودانية ، والمتدخلين فيها داخليا وخارجيا.

لا يمكن تحميل دولة الإمارات حدها المسؤولية ، ماذا عن جهات أخرى ، أكثر انغماسا في أزمة السودان ،الازمة التي تعود لعقود بسبب مركزية الحكم وتهميش جهات الاعراق المتعددة في الدولة القارة.

عفوا سيدي الوزير ،لن تنطي علينا “خدعتك” والتي تعتبر فيها انكم انتم السودانيين من ساهم في إنشاء دولة الإمارات ،مع كامل احترامي وتقديري للجالية السودانية في الإمارات ودورها ، والتي لو كانت وجدت الفرصة متاحة لما اضطرت للهجرة إلى عدة بلدان بما فيه بلدان الخليج العربي والتي قدمت الدعم ولا زالت للسودان.

 

عفوا سيدي الوزير ، نفهم جيدا وندرك أن قائد قوات الدعم السريع حميداتي والذي ينحدر من منطقة همشها الحكم المركزي منذ الاستقلال ،كان شريكا في الحكم إلى جانب رئيس مجلس السيادة السوداني الجنرال برهان، وقوى أخرى، وعندما وقع الخلاف ،استعان ” البرهان ” بقوى إخوانية حكمت البلاد لعقود وتحالف معها ضد حميداتي ، وذات القوى كانت تستعين بجيش حميداتي لتوطيد حكمها ،قبل أن يرفضها الشعب السوداني .

عفوا سيدي .. لا يمكن أن تقنعنا ، بأن كل هذه التعقيدات والتي نشأت منذ استقلال السودان وظلت تتراكم قبل أن تنفجر ،كانت وراءها الامارات.

نعتقد سيدي الوزير ،بأن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على حميداتي ،كانت بسبب تحالفه مع الروس، وليس بسبب الأدلة التي قدمتها حكومتكم كما صرحتم .

عفو سيدي الوزير …ليس هنا في المكان المناسب لبث “سموم” استعداء الإمارات العربية المتحدة وتحميلها مسؤولية تراكمات أزمة سودانية داخلية .

عفوا سيدي الوزير ….، للشركات المتنافسة على الثروات الطبيعية في السودان وفي غيرها من بلدان افريقيا، أساليبها لتأجيج الصراعات من أجل الاستفادة أكثر أو الإبقاء على حظوظها وهي شركات متعددة الجنسية في السودان وليست إماراتية فقط.

ختاما ، لا تسنى،سيدي الوزير ، أن حليف برهان الحالي ، الرئيس البشير وإخوته مطلوبون للجنائية الدولية .

لاتنسى سيدي الوزير ، أن هناك سودانيين يعيشون بيننا  يطلعوننا يوميا على الوضع وتحالفات الأطراف الداخلية وتغيير والولاءات .

سيدي الوزير ،المغرب حزين ويتألم للوضع في السودان ، ولن يدخر الجهد لمساعدتها في تفكيك أزمتها المعقدة ، والتي لن تحل بتحميل الأخر المسؤولية للأخر،إذ أن المسؤولية يتحملها السودانيون وحدهم.

علي الانصاري

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة