في حوار أجراه الصحفي حميد المهداوي مع توفيق بوعشرين، أثارت بعض التصريحات استغراب المحامي عبد الصمد الإدريسي. التصريحات تضمنت ادعاءات بخصوص تعرضه لضغوط لوقف مؤازرته، فضلاً عن اتهامات تتعلق بتلقيه مقابلاً مادياً. كما شملت التصريحات إقحاماً غير مبرر لاسم الدكتور سعد الدين العثماني وحزب العدالة والتنمية، وهو ما دفع الإدريسي إلى توضيح موقفه.
بحسب الإدريسي، فإن قرار الدفاع عن بوعشرين كان شخصياً، وجاء بناءً على طلب من عائلته وأصدقائه. وأوضح أنه بذل جهداً كبيراً منذ الساعات الأولى لوضع موكله رهن الحراسة النظرية، حيث عمل على الحصول على إذن لزيارته والتواصل معه.
وأضاف أن مؤازرته لبوعشرين كانت في إطار العمل الحقوقي التطوعي، مشيراً إلى أنه حضر أكثر من خمسين جلسة امتدت لساعات طويلة، سواء خلال النهار أو الليل، بما في ذلك شهر رمضان. وأكد الإدريسي أنه لم يطلب أي أتعاب لقاء هذه الجهود، حيث كان يعتبر القضية حقوقية بحتة.
وفيما يتعلق بالتصريحات التي زعمت وجود ضغوط من قيادات سياسية لوقف مؤازرته، شدد الإدريسي على أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة. وأكد أنه لم يتلقَّ أي توجيهات من الدكتور سعد الدين العثماني أو أي جهة أخرى، وأن قراراته كانت دائماً نابعة من التزامه المهني والأخلاقي.
كما أوضح أنه قرر التوقف عن حضور الجلسات الاستئنافية بعد مناقشات طويلة مع بوعشرين داخل السجن. ولفت إلى أن هذا القرار جاء نتيجة اختلافات في طريقة تدبير الملف واعتراضه على بعض الاستراتيجيات المعتمدة، إضافة إلى احتجاجه على فتح ملف تأديبي وصفه بالظالم، والذي استهدف حصانة الدفاع.
وفي سياق آخر، أشار الإدريسي إلى أن تصريحات بوعشرين لم تخلُ من اتهامات لحزب العدالة والتنمية بعدم الوقوف إلى جانبه بالشكل المطلوب. ورداً على ذلك، أكد الإدريسي أن الحزب كان الوحيد الذي خصص فقرة دائمة في بلاغاته الوطنية للمطالبة بإطلاق سراح الصحافيين المعتقلين، كما أطلق مبادرات سياسية وحقوقية لدعمهم رغم الكلفة السياسية لهذه الخطوات.
وختم الإدريسي حديثه بالتأكيد على أنه لطالما التزم بـ أعراف وتقاليد مهنة المحاماة خلال مؤازرته لبوعشرين. وعبّر عن أسفه لعدم وفاء بوعشرين بوعده في تصحيح المغالطات التي أوردها، مؤكداً أنه كان يتوقع من موكله السابق قدراً أكبر من الإنصاف والامتنان بدل اللجوء إلى الإساءة والجحود.د
بهذا التوضيح، يسعى عبد الصمد الإدريسي إلى تصحيح الوقائع والدفاع عن نزاهته المهنية التي ظل متمسكاً بها طوال فترة مؤازرته لتوفيق بوعشرين.