انتخب المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية، قبل قليل، عبد الإله ابن كيران أميناً عاماً للحزب لولاية إضافية، في تصويت حسمه بنسبة كبيرة، وسط تساؤلات حول واقع الحزب ومستقبله.
وأعلن جامع المعتصم، رئيس المؤتمر، النتائج الرسمية، حيث حصل ابن كيران على 974 صوتاً من أصل 1390 صوتاً صحيحاً، أي بنسبة 69.40 بالمئة. بينما نال إدريس الأزمي الإدريسي 374 صوتاً بنسبة 26 بالمئة، وحصل عبد الله بوانو على 42 صوتاً فقط. وقد شارك في التصويت 1402 مؤتمر، أُلغيت منها 12 ورقة تصويتية.
تجديد الثقة في ابن كيران كان متوقعاً إلى حد كبير، بالنظر إلى رمزيته داخل الحزب ودوره التاريخي في قيادته خلال محطات مفصلية. لكن النتيجة الكبيرة التي حصل عليها طرحت تساؤلات بين المتابعين:
هل هو تعبير عن تمسك القواعد الحزبية برمز مألوف وضامن للتماسك الداخلي؟ أم أن الحزب أصبح يعاني من افتقار حقيقي لبروفايلات قيادية جديدة قادرة على تجديد خطابه السياسي ومشروعه المجتمعي؟
ومع ترشح أسماء محدودة لمنافسة ابن كيران، برز تساؤل آخر: هل تحول المؤتمر إلى عملية تزكية أكثر منه محطة ديمقراطية حقيقية للتجديد؟ وهل أصبح الحزب، الذي كان يُعرف بقوة أطره وتنوع نخبه، يواجه اليوم إشكالاً في إنتاج زعامات جديدة قادرة على استقطاب الدعم الداخلي والخارجي؟
وبينما يرى بعض المناضلين أن المرحلة تتطلب شخصية بحجم ابن كيران لتجاوز تداعيات الهزائم الانتخابية الأخيرة، بينما يعتبر آخرون أن استمرار الاعتماد على نفس الوجوه لا تسمن ولا تغني من جوع، بل تدفع إلى مزيد من الانغلاق بدل الانفتاح على تحولات المشهد السياسي.
ويبقى السؤال الأهم: هل يستطيع ابن كيران بقدرته الخطابية أن يعيد الحزب إلى موقعه السابق في المشهد السياسي المغربي، أم أن التحديات القادمة تحتاج أكثر من مجرد رمزية الزعامة؟