سيف الإسلام القذافي :حققنا “انتصار ساحق” في الانتخابات البلدية

أعلن سيف الإسلام القذافي تحقيق “انتصار ساحق” في الانتخابات البلدية وأبدى نجل الزعيم الراحل المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، استغرابه من إعلان المفوضية الوطنية للانتخابات التي قررت تأجيل نشر النتائج أسبوعا.

وقال سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل إنه حقق “انتصارا ساحقا” في الانتخابات البلدية التي أجريت في 16 تشرين الثاني/نوفمبر في 58 بلدية ليبية. ونقلت وسائل إعلام محلية عن القذافي قوله: “يجب احترام إرادة الشعب الليبي”. وأعرب سيف الإسلام (52 عاما)، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، عن استغرابه من إعلان المفوضية الوطنية للانتخابات التي قررت تأجيل نشر النتائج لمدة أسبوع، واصفا ذلك بالتأخير غير المسبوق. وأضاف: “هذا التأجيل يثير تساؤلات ولا ينبغي تفسيره على أنه محاولة لإحباط الإرادة الشعبية. لمن يسعى لمحو هذا الواقع نقول: لن تنجحوا”.

واعتبرت الانتخابات، التي بلغت نسبة المشاركة فيها 74 بالمئة، خطوة حاسمة لمستقبل ليبيا الديمقراطي واستقرارها. وأوضح أبو بكر مردة عضو مجلس إدارة المفوضية، أن قرار تأجيل إعلان النتائج لمدة أسبوع مرتبط بضرورة استكمال وصول أوراق الاقتراع إلى المركز الإحصائي التابع للمفوضية بطرابلس. وكان من المتوقع في البداية ظهور النتائج خلال يومين من التصويت. ويكتسب بيان القذافي أهمية في السياق السياسي الليبي الذي لا يزال يتسم بالانقسامات والشكوك. وقد يؤدي إعلانه النصر إلى تعزيز الدعم بين أتباعه، لكنه يخاطر بإذكاء التوترات إذا اعتبر التأخير في إعلان النتائج بمثابة حيلة سياسية.

وفي نوفمبر 2021، قدم سيف الإسلام القذافي شخصياً ترشحه للانتخابات الرئاسية الليبية (التي لم تُعقد مرة أخرى) في مدينة سبها بمنطقة فزان الجنوبية. وكان هذا أول ظهور علني لـ سيف الإسلام القذافي منذ عام 2011. ووفقا لاستطلاعات الرأي المنشورة في ذلك الوقت، كان لدى سيف الإسلام فرصة جيدة للوصول إلى جولة الإعادة. يتحدث نجل الزعيم الليبي الراحل اللغة الإنجليزية بطلاقة ويحمل شهادة الدكتوراه من كلية لندن للاقتصاد. في عهد والده معمر كان يعمل على البدء بتحرير الاقتصاد الليبي وكانت له اتصالات وثيقة مع رئيس الوزراء الحالي لحكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة. قبل سقوط النظام في عام 2011، كان سيف الإسلام يعتبر “الوجه الحديث” لليبيا. وفي عام 2015، حكمت العدالة الليبية على الابن الثاني للرايس بالإعدام، ليتم إطلاق سراحه في عام 2017 بعد عفو، ويعيش منذ ذلك الحين مختبئًا في مكان مجهول.

تتم إدارة ليبيا اليوم من قبل تحالفين سياسيين وعسكريين متنافسين: من ناحية، حكومة الوحدة الوطنية المتمركزة في طرابلس برئاسة الدبيبة، والتي يعترف بها المجتمع الدولي وتدعمها تركيا قبل كل شيء؛ ومن جهة أخرى، حكومة رئيس الوزراء المعين من قبل برلمان الشرق، أسامة حماد، في الواقع جهاز تنفيذي مواز مقره في بنغازي ويسيطر عليه الجنرال خليفة حفتر، أمير حرب يتمتع بعلاقات قوية مع روسيا. ولكسر الجمود السياسي، أطلقت الأمم المتحدة، في 27 فبراير 2023، خطة لصياغة التعديلات الدستورية والقوانين الانتخابية اللازمة لإجراء انتخابات “حرة وشاملة وشفافة”. لكن هذه الخطة باءت بالفشل، ولا تزال المشاورات السياسية الصعبة جارية لتنصيب حكومة تصريف أعمال جديدة وتنظيم الانتخابات. إن التوازن الهش الذي تقوم عليه ليبيا اليوم يرتكز على اتفاق ضمني بين عائلات قوية – مثل الدبيبة وحفتر في السلطة على التوالي في طرابلس (غرب) وبنغازي (شرق) – مع دور متزايد لـ “الخضر” (أي أنصار القذافي السابقين).

اقرأ المزيد…

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة