سلا.. فوضى الكلاب الضالة تعود إلى الواجهة وسط غياب حلول حقيقية من عمدة المدينة

عاد الجدل مجددًا حول خطر الكلاب الضالة في سلا بعد تعرض أحد المواطنين لهجوم شرس من كلب ضال أثناء توجهه إلى المخبزة في حي قريب من مدرسة عبد الكريم غلاب، ما أدى إلى إصابته بعضة على مستوى رجله اليسرى. الحادث الذي وقع الأحد أثار موجة غضب عارمة في أوساط السكان، خصوصًا مع تزايد هذه الظاهرة دون تدخل حقيقي من السلطات المعنية.

 

حسب شهود عيان، فإن الكلب الذي هاجم الضحية كان ضمن مجموعة مكونة من ستة كلاب تحرس عربة مجرورة تعود لأحد “جامعي الأزبال”، الذي كان منشغلًا بتناول فطوره في مقهى مجاور، غير مكترث بالخطر الذي تمثله هذه الكلاب على المارة. هذه الواقعة ليست سوى واحدة من سلسلة أحداث مشابهة تكررت في شوارع سلا، خاصة في المناطق السكنية وقرب المؤسسات التعليمية، مما يجعل الأطفال والمواطنين في مواجهة مباشرة مع الخطر.

 

رغم الشعارات الرنانة والوعود المتكررة، يبدو أن عمدة سلا عاجز عن اتخاذ تدابير فعالة للحد من انتشار الكلاب الضالة، مكتفيا بحلول ترقيعية لا ترقى إلى مستوى الأزمة. ففي الوقت الذي تتفاقم فيه هذه الظاهرة، لا يزال المواطنون يعانون من غياب استراتيجية واضحة لمكافحة الكلاب السائبة التي تحولت إلى كابوس يومي.

 

يُذكر أن السلطات المحلية أنشأت مركزًا خاصًا بجمع وتعقيم الكلاب الضالة بغابة المعمورة، تديره “الجمعية المغربية لحماية الحيوان والبيئة”، بهدف تلقيح هذه الحيوانات وإيوائها، إلا أن هذا الإجراء ظل قاصرًا ولم ينجح في الحد من انتشار الكلاب في شوارع المدينة.

 

وأمام هذه الفوضى المستمرة، يجد المواطنون أنفسهم في مواجهة خطر لا ينتهي، وسط استهتار واضح من المسؤولين الذين يكتفون بوعود لا تُطبق. فإلى متى ستظل حياة الساكنة مهددة؟ ومتى سيتحرك العمدة لاتخاذ قرارات جادة بدل الاكتفاء بالتصريحات الجوفاء؟ يبدو أن سكان سلا قد فقدوا الثقة في الوعود الفارغة ، والان يطالبون بشدة بتدخل عاجل وحازم يضع حدًا لهذه المهزلة المستمرة.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة