في مشهد أثار الكثير من الجدل، خرج الدولي المغربي حكيم زياش عن طوره خلال مباراة فريقه الدحيل أمام الغرافة في نصف نهائي كأس قطر، مساء الأربعاء، بعدما استُبدل في الدقيقة 71 حين كان اللقاء متعادلًا دون أهداف.
ردّة فعل زياش كانت عنيفة وصادمة لجماهيره قبل خصومه، إذ أبدى استياءه علنًا من قرار المدرب الفرنسي كريستوف غالتييه، فقام بركل زجاجتين من الماء بقوة، وجلس غاضبًا على دكة البدلاء، حيث تدخل أحد زملائه لتهدئته. ورغم فوز الدحيل لاحقًا بركلات الترجيح (4-3)، إلا أن تصرف اللاعب غطى على إنجاز الفريق وخلق عاصفة من الانتقادات.
حكيم زياش، الذي بلغ من العمر 32 عامًا، لم يعد ذاك الشاب الذي تُغتفر له لحظات الانفعال أو النزق. هو اليوم لاعب دولي يملك تجربة طويلة في الملاعب الأوروبية والعربية، ويفترض أن يتصرّف بما يليق بنجوميته ومكانته، لا أن يُحول لحظة رياضية إلى عرض درامي غير مسؤول.
التبديل جزء من اللعبة، والاحتجاج العلني على قرارات المدرب لا يليق بلاعب يُفترض أن يكون قدوة لجيل كامل من المواهب المغربية الصاعدة. كرة القدم ليست فقط مهارة فنية، بل التزام، واتزان، واحترام للمدرب، للفريق، وللجماهير.
في الواقع، يبدو أن زياش مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بمراجعة حساباته. لا يمكن للاعب أن يستمر في قمة المنافسة إذا ما ظلّ أسيرًا لانفعالاته. فالموهبة، مهما بلغت من النضج، تفقد بريقها أمام تصرفات لا تمتّ للاحتراف بصلة.