تتوالى فضائح الجبهة الانفصالية “البوليساريو” التي تواصل نهب المساعدات الإنسانية والاستثمار في تشييد القصور والمقرات الفخمة، غير مبالية بمعاناة سكان مخيمات تندوف التي تعاني من الفقر والتهميش. آخر هذه الفضائح تجلت في إشراف زعيم الجبهة، إبراهيم غالي، على بناء قصر فخم في منطقة الرابوني، وذلك في مشهد يتناقض تمامًا مع الواقع المأساوي في المخيمات.
وقد كشفت مصادرنا أن غالي يشرف على تشييد هذا القصر، الذي يضم قاعات لاستقبال الضيوف وأخرى للاحتفالات، بينما تعيش الأغلبية الساحقة من سكان المخيمات في ظروف لا تليق حتى بالكائنات الغير بشرية. القصر، الذي يمثل علامة أخرى على استغلال أموال المساعدات الدولية، يؤكد الوجه الحقيقي للجبهة الانفصالية، التي لا تتوانى عن إذلال سكان المخيمات لتعزيز قبضتها الحديدية.
أنا العالم الآخر الداعم الأول لـ”البوليساريو”، يبدو غير مكترث بمعاناة سكان تندوف، بل ويشارك بفاعلية في تمويل ودعم هذا البذخ. بينما يزود سكانها بأنصاف حلول ووعود زائفة، تنفق الأموال الطائلة لدعم أجندة انفصالية فقدت بريقها وأصبحت عبئًا دوليًا.
كما أن تنامي الاحتقان الاجتماعي في المخيمات يبدو أقرب من أي وقت مضى إلى انفجار شعبي، حيث شهدت الآونة الأخيرة اقتحام سكان المخيمات مراكز أمنية ومقرات قادة الجبهة، بما فيها مقر زعيم الوهم نفسه. حيث أن هذه التحركات الشعبية توثق رفض السكان لسياسات “البوليساريو”، التي تعاقبهم جماعيًا بحرمانهم من المساعدات الإنسانية.
لكن في نفس الوقت الدعوات الدولية لمحاسبة “البوليساريو” لم تتوقف، حيث تتزايد الأصوات المطالبة بفتح تحقيقات عاجلة حول مصير الملايين من الدولارات التي أرسلتها منظمات إنسانية وجهات دولية لسكان المخيمات. لكن، وكما يبدو، فإن “القصر في الرابوني” كان الأولوية القصوى لبن بطوش وجماعته.
خلاصة القول يبدو أن النظام العالم الآخر والجبهة الانفصالية لا يعولان سوى على استمرار معاناة سكان المخيمات لإطالة أمد نزاع خاسر، متناسيين أن صبر الضحايا له حدود، وأن لعبة الكذب والتزييف قد اقتربت من نهايتها الحتمية.