رشيد الطالبي العلمي.. من دروس الوطنية إلى دروس التهرب والفساد!

حينما يتحدث رئيس مجلس نواب الأمة، رشيد الطالبي العلمي، عن الوطنية، يحق لنا أن نتساءل: أي وطنية يقصد؟ هل هي وطنية تهرب ضريبي بقيمة 1.3 مليار سنتيم؟ أم وطنية تشغيل أكثر من 100 عامل دون تسجيلهم في الضمان الاجتماعي؟ أم أنها تلك الوطنية التي تختفي فيها مليارات السنتيمات من مشاريع وزارة الشبيبة و الرياضة.

 

الطالبي العلمي، الذي ظهر مؤخراً ليُحاضر في مفهوم “السيادة الوطنية”، نسي أن السيادة تبدأ من احترام المال العام والوفاء بالمسؤوليات، لا من إطلاق الاتهامات جزافاً على من يخالفه الرأي. فالرجل الذي وصف المنسحبين من التصويت على مشروع قانون الإضراب بـعبارات خطيرة، لم يجد غضاضة في أن يُدان قضائياً بسبب تهربه الضريبي عبر شركته في تطوان، التي قضت 26 عاماً تتجاهل مستحقات الدولة.

 

أما عن الوطنية “في أبهاها”، فقد تجلت بوضوح خلال فترة إشرافه على وزارة الشبيبة والرياضة، وذلك فيما يتعلق بميزانية مشاريع “ملاعب القرب”. وفي تحفة أخرى من تحف “السيادة”، منح الطالبي العلمي صفقة بـ300 مليون سنتيم لصالح مكتب دراسات مملوك لصديقه، د.خ، دون أي مسطرة قانونية، في إبداع جديد لكيفية إدارة المال العام وفق “مصلحة الأصدقاء”.

 

ولا تنتهي مغامرات الرجل هنا، فقد كان البرلمان في عهده حقل تجارب للابتكارات المالية، من توزيع أجهزة آيباد وهواتف ذكية للنواب بقيمة 140 مليون سنتيم، إلى غير ذلك…

 

كما لدينا سؤال اخر، هل فعلا تم تفويت 30 مليون سنتيم لأستاذ جامعي لإنجاز “دراسة أكاديمية”، لم يرَ أحد نتائجها؟ ولكن، من قال إن الوطنية لا تشمل تقديم “المساعدات” للأصدقاء المقربين؟

 

وفي فصل آخر من ملحمة “الإخلاص الوطني”، لم يتردد العلمي في تعيين وزير السياحة الأسبق لحسن حداد في منصب رفيع، رغم الغضبة الملكية في حقه. لكن عندما تتحول المناصب إلى مكافآت شخصية، يصبح الولاء بشكل ٱخر.

 

ولكن، هل يعتقد الطالبي العلمي أن المغاربة ينسون؟ هل يظن أن خطاباته المكررة عن الوطنية ستغطي على ماضيه المثقل بالفضائح؟ هل يظن ان المفاربة سينسون وعوده خلال الحملة الانتخابية؟ لا ثم لا، المغاربة لا ينسون، لا ينسون يا أيها العبقري.

 

 

خصوصا كيف تُهدر أموالهم، ولا ينسون من يدّعي الطهارة وهو غارق في ملفات الفساد، ولا ينسون من يقدم نفسه مدافعاً عن الدولة وهو أول من يتهرب من أداء مستحقاتها.

 

امرك عجيب اياها الإنسان من منصة البرلمان إلى خفايا الصفقات، تتظاهر كمثال حي على الوطنية التي يتم تفصيلها وفق المقاس، حيث يصبح الحديث عن “السيادة” مجرد غطاء لتبرير الممارسات المشبوهة. فمتى ستتوقف عن إلقاء محاضرات في الوطنية، متى ستتوقف ايها الخبير الدولي في اللامركزية والنظام المالي؟ أم أن الوطنية، في قاموسك، ليست سوى كلمة فضفاضة تُستخدم وقت الحاجة؟

 

وللحديث بقية……

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة