أكد حسن السنتيسي الإدريسي، رئيس الجمعية المغربية للمصدرين (ASMEX)، أن المغرب يمتلك كافة المؤهلات ليصبح منصة صناعية وتجارية محورية موجّهة نحو السوق الأمريكية، داعياً إلى استثمار الشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة لتعزيز التموقع الاقتصادي للمملكة على الساحة الدولية.
وفي تصريحه خلال استضافته في نشرة قناة 2M، أوضح السنتيسي أن العلاقة التاريخية التي تربط المغرب بالولايات المتحدة، منذ أن كان أول دولة تعترف باستقلالها سنة 1777، تشكل أساساً صلباً لتعزيز الشراكة الاقتصادية الثنائية، مشيراً إلى أن اتفاق التبادل الحر الموقع سنة 2006 يمثل فرصة حقيقية لرفع حجم الصادرات المغربية وجذب استثمارات صناعية أجنبية موجهة نحو أمريكا.
وأوضح المتحدث أن الامتيازات الجمركية التي يتيحها الاتفاق، والتي قد تصل إلى 20%، تشكل عاملاً محفزاً لتوطين الصناعات الأوروبية في المغرب، بهدف التصدير نحو السوق الأمريكية، خاصة في ظل توفر المملكة على استقرار سياسي وبنية تحتية متطورة كميناء طنجة المتوسط، إضافة إلى قربها الجغرافي من أوروبا وإفريقيا.
وفي إطار دعم التنافسية الوطنية، كشف رئيس ASMEX عن دراسة قطاعية أجرتها الجمعية بخصوص سياسة إحلال الواردات، مؤكداً أن المغرب قادر على إنتاج العديد من السلع المستوردة محلياً دون تكاليف إضافية كبيرة. وأشار إلى أن هذه الخطوة من شأنها أن تفتح آفاقاً جديدة للتصدير نحو الأسواق العالمية، وخصوصاً الولايات المتحدة، في إطار تعزيز موقع “صنع في المغرب” ضمن سلاسل القيمة الدولية.
واعتبر السنتيسي أن التجربة المغربية في قطاع الصناعات الجوية، حيث تنتج المملكة مكونات تدخل في تصنيع طائرات مستخدمة عالمياً، تمثل نموذجاً يُحتذى به يمكن البناء عليه لتوسيع القاعدة الصناعية الوطنية نحو قطاعات أخرى ذات قيمة مضافة عالية.
ولضمان فعالية الصادرات المغربية، شدد رئيس الجمعية على ضرورة تحقيق السيادة اللوجستيكية، من خلال تقوية الأسطول البحري الوطني والتحكم في الحلقات الحيوية لسلاسل التصدير. وأكد أن البنية التحتية متوفرة، إلا أن الأمر يحتاج إلى رؤية استراتيجية متكاملة لضمان الانسيابية والقدرة التنافسية على المستوى الدولي.
ضمن الرؤية المستقبلية، تعمل ASMEX حالياً على إعداد توصيات موجهة للفروع التصديرية الواعدة، وفي مقدمتها قطاع السيارات، والصناعات الغذائية، والمكونات الصناعية، والطاقة المتجددة، بهدف تأمين ديمومة الصادرات المغربية، ورفع مساهمتها في الناتج الداخلي الخام، وتحقيق تحوّل اقتصادي قائم على الابتكار والقيمة المضافة.
وفي ختام حديثه، أكد السنتيسي أن هذه الاستراتيجية الاقتصادية تنسجم مع الرؤية الملكية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي ما فتئ يوجه نحو تعزيز السيادة الاقتصادية الوطنية والانفتاح الذكي على الأسواق الدولية. وختم رسالته للمصدرين قائلاً: “اعملوا من أجل وطنكم، فالتصدير ركيزة استقلالنا ومستقبلنا.”