استفاقت غابة جبل “كيتان”، القريبة من مدينة تطوان، على وقع هدوء يعقبه أثر جحيم اجتاح مساحاتها الخضراء، إذ اندلعت ألسنة اللهب ليلة أمس الأحد، في مشهد غيّر ملامح الطبيعة في لمح البصر.
وانتشرت النيران كوحش جامح يلتهم كل ما يعترض طريقه، مستغلة الرياح الشرقية العاتية لتوسع رقعة الحريق بغابة “موكلاتة”، الممتدة بين منطقة “عين الزرقاء” وحي “كويلما”. الأشجار الصنوبرية، التي طالما زينت هذا المشهد الطبيعي، أصبحت شاهدة على ليلة اشتعلت فيها السماء بالنيران، لتحول الأخضر إلى رماد.
ومع ساعات الفجر الأولى، تدخلت الطبيعة كحليف غير متوقع، إذ انهمرت الأمطار الغزيرة، ، لتُخمد النيران وتعيد الغابة إلى هدوئها. وعلى الرغم من انتهاء الكارثة، تبقى أسبابه لغزًا غامضًا، وسط فرضيات تُشير إلى أن أحدهم ربما أشعل فتيل النار بدافع التدفئة، غير مدرك أن شرارة واحدة قد تحرق ذاكرة الغابة.
أما الرياح الشرقية، فلم تكن سوى صديق خائن، إذ ساهمت في تأجيج الحريق وانتشاره، وكأنها تضيف صعوبة إلى معركة السلطات المحلية التي استنفرت جهودها لإخماد الحريق والسيطرة عليه، مخلّفة وراءها درسًا في قوة الطبيعة وضعف الإنسان أمامها.
شاهد