في مشهد يكرر نفسه بلا نهاية، قام السعيد شنقريحة، رأس حربة نظام الكابرانات المتشبث بالحكم في الجزائر هو و من معه، على ما أسماه “مراسم التنصيب الرسمي” للواء زوبير غويلة قائداً جديداً للقوات الجوية، خلفاً للواء محمود لعرابة. وكأن تغيير الأسماء في مناصب الجيش سيخفي إخفاقات النظام أو يعالج أزماته العميقة.
المثير للسخرية أن المراسم افتُتحت بوقفة “ترحم” على روح من سموه باحد الشهداء، في استغلال متكرر لرموز الثورة التي خانها النظام منذ عقود. شنقريحة، كعادته، ألقى خطاباً مطعّماً بالكلمات الرنانة عن “الوفاء لتضحيات الشهداء” و”قيم الثورة المجيدة”، في محاولة يائسة للتغطية على واقع يُظهر نظاماً غارقاً في القمع وفاقداً للشرعية.
وبينما يحاول شنقريحة إقناع الشعب بأن هذه التغييرات تجسيد “للقواعد والنظم العسكرية”، يعلم الجزائريون جيداً أن الهدف الحقيقي هو تعزيز قبضة العسكر على السلطة ومنع أي اختراق داخلي قد يهدد توازنات الكابرانات.
لم ينسَ كبير الكابرانات أيضاً التغني بـ”الإنجازات الدبلوماسية” الجزائرية، متحدثاً عن “الحركية النشطة” في المحافل الدولية، وكأن عضوية غير دائمة في مجلس الأمن قادرة على محو الفشل الذريع في الداخل، حيث البطالة المتفشية، والأزمة الاقتصادية، والقمع المستمر لأصوات المعارضة لا تزال متزايدة.
أما “الدبلوماسية العسكرية” التي تحدث عنها ايضا، فما هي إلا ستار آخر لمحاولات بائسة لتصدير الأزمات عبر “تعزيز التعاون العسكري” مع أنظمة مشابهة في إخفاقها، متناسياً أن المواطن الجزائري البسيط لا تهمه هذه الزيارات ولا هذه العروض المسرحية.
يا أيها الكابران، لقد أصبحت هذه المشاهد المكررة مجرد عروض هزلية باهتة، يدرك الشعب الجزائري أن نهايتها اقتربت، وأن زمنكم ولى إلى الزوال، مهما حاولت أنت ومن معك إيهام الشعب الجزائري بالعكس.