دخلت أجهزة الاستخبارات الجزائرية في حالة استنفار قصوى، عقب سلسلة من الإخفاقات الدبلوماسية المتلاحقة التي منيت بها الجزائر، خاصة في ما يتعلق بتطورات ملف الصحراء المغربية، وفق ما أكدته مصادر مطلعة.
وكشفت التقارير الاستخباراتية التي تم رفعها بشكل عاجل إلى مراكز القرار السياسي بالجزائر، عن قلق متزايد إزاء التصاعد السريع للنجاحات الدبلوماسية المغربية، لاسيما بعد الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، والذي شكل ضربة موجعة لمساعي الجزائر في هذا الملف.
وحذرت هذه التقارير من استمرار الزخم الدبلوماسي المغربي، مطالبة بتكثيف الهجمات الإعلامية ضد الرباط عبر مختلف المنصات، بما في ذلك وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي. كما أوصت بتجنيد معارضين مغاربة بالخارج لخوض معارك دعائية تهدف إلى تعطيل الدينامية التي يشهدها الملف المغربي دوليًا.
وفي اعتراف ضمني بتراجع نفوذ الجزائر الإقليمي، أكدت الوثائق نفسها أن الجزائر باتت تُتهم دوليًا بأنها طرف رئيسي في النزاع، مما زاد من حدة الضغوط عليها في المحافل الدولية.
وفي السياق ذاته، رصدت التقارير قلقًا بالغًا من التزايد المضطرد للثقل الإقليمي للمغرب، والذي تجلى من خلال استضافته لعدد من التظاهرات والقمم القارية الكبرى، مما أدى إلى تفاقم عزلة الجزائر على المستوى الإفريقي وكشف عن حالة ارتباك واضحة في تحركاتها الدبلوماسية الخارجية.