تعزز التعاون الدفاعي: المغرب يتسلم أول دفعة من طائرات “أكينجي” التركية

في إطار تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين المغرب وتركيا، تسلمت القوات المسلحة الملكية المغربية أول دفعة من الطائرات بدون طيار من طراز “أكينجي” (AKINCI)، التي تنتجها شركة “بايكار” التركية. هذه الخطوة تأتي في سياق الشراكة الدفاعية المتنامية بين البلدين، والتي تهدف إلى تطوير القدرات العسكرية المغربية وتوطين تكنولوجيا الطائرات المسيرة على أرض المملكة.

 

وتعد طائرات “أكينجي” من بين الأنظمة الأكثر تطورًا عالميًا، حيث تتميز بقدرتها على التحليق لمدة 24 ساعة متواصلة، فضلاً عن إمكانية اكتشاف وتتبع أهداف متعددة في آنٍ واحد بفضل الذكاء الاصطناعي المزدوج الذي تم تزويدها به. كما تتمتع بأنظمة متقدمة تشمل الرادار الحديث، والحرب الإلكترونية، وأنظمة الدعم الإلكتروني، مما يجعلها ركيزة أساسية في تطوير القدرات الدفاعية للقوات الجوية الملكية المغربية.

 

لم يقتصر الامر على ذلك فقط، بل تجاوز التعاون المغربي التركي في مجال الطائرات بدون طيار مرحلة الاستيراد، ليصل إلى التصنيع المشترك، حيث تم الاتفاق على إقامة مصنع عسكري في منطقة بنسليمان لتجميع وإنتاج طرازات جديدة من الطائرات المسيرة. هذه المبادرة، التي تعزز تطوير الصناعة الدفاعية في مغرب، تندرج ضمن استراتيجية المملكة لتقليل الاعتماد على الاستيراد وتعزيز قدراته التصنيعية في المجال العسكري، عبر شراكة متكاملة مع تركيا.

 

المشروع الذي تم الاتفاق عليه في أكتوبر 2023 يشمل إنتاج محلي لطائرات “بيرقدار تي بي 2” و”أكينجي”، وهما من بين الطائرات المسيرة الأكثر كفاءة على الصعيد العالمي. وفقًا للخطط الأولية، فمن المتوقع أن يصل الإنتاج المحلي إلى 1000 طائرة سنويًا، ما يضع المغرب في مصاف الدول الرائدة في صناعة الطائرات بدون طيار في المنطقة، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون الدفاعي مع شركاء استراتيجيين.

 

هذه الخطوة تؤكد على مستوى الثقة والتعاون الوثيق بين الرباط وأنقرة، حيث تواصل العلاقات الثنائية بين البلدين تطورها في مختلف المجالات، وخاصة في الصناعات الدفاعية. المغرب، الذي يسعى لتعزيز قدراته العسكرية بتكنولوجيا متقدمة، يجد في تركيا شريكًا موثوقًا لنقل الخبرات وتطوير مشاريع دفاعية مشتركة، وهو ما يشكل نموذجًا للتعاون الفعّال بين الدول التي تتقاسم رؤية مشتركة للأمن والاستقرار.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة