في تطور مثير للأحداث في الساحة الرياضية المغربية، قررت إدارة الجيش الملكي التراجع عن شكايته ضد رولاني موكوينا، مدرب الوداد الرياضي، والتي كانت قد تقدمت بها في وقت سابق إلى لجنة الأخلاقيات التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. جاء هذا القرار بعد الضجة التي أثيرت عقب تصريحات موكوينا في الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة بين الفريقين، حيث أشار إلى تعرض لاعبيه للرشق بالحجارة، وهي الحادثة التي أثارت الجدل في الأوساط الرياضية.
في البداية، كانت إدارة الجيش الملكي قد عبرت عن استنكارها لتصرف موكوينا الذي ظهر في الندوة الصحفية ممسكًا بحجارة يزعم أنها أُلقيت على لاعبيه أثناء المباراة. واعتبرت الإدارة العسكرية أن هذا التصرف يسيء للكرة المغربية ويضر بصورتها، مبدية استغرابها من تجاوز المدرب لمعايير الميثاق الإعلامي، بينما تساءل مسؤولو الجيش الملكي عن السبب الذي يجعل مدرب الوداد يتطاول على اختصاصات الحكام ومنظمي المباراة، مطالبين بتوثيق أي واقعة رشق بشكل رسمي.
لكن، وفي خطوة غير متوقعة، تراجعت إدارة الجيش الملكي عن الشكوى ضد موكوينا، مبررة ذلك بالروح الرياضية العلاقة الطيبة التي تربط بين الفريقين، بالإضافة إلى التصريحات الإيجابية لرئيس الوداد الرياضي، هشام آيت منا، الذي أكد أن الجيش الملكي هو “فريق جميع المغاربة” وأشاد بدوره الكبير في تمثيل المغرب في دوري أبطال إفريقيا. وأضاف آيت منا أن الجيش الملكي هو الفريق الثاني في الأهمية بعد المنتخب الوطني المغربي.
ومع ذلك، لم يخف آيت منا استغرابه من عدم تفاعل إدارة الجيش الملكي مع فقدان بطولة الموسم الماضي لصالح الرجاء الرياضي، وانتقد سرعة تفاعلهم مع الحادث الذي وقع ضد مدرب الوداد، رغم أنه أكد أنه لم يتم الاحتجاج ضد الجيش الملكي في وقت سابق رغم تعرض فريقه للرشق. وقال “إذا كان الجيش الملكي قد تعرض للرشق، فلماذا لم يتم التصرف بنفس السرعة كما حدث مع حادث موكوينا؟”
هذه التناقضات بين الأندية المغربية تثير القلق حول التفاعل مع القضايا الرياضية. ففي وقت يشهد فيه الرياضة المغربية اهتمامًا عالميًا متزايدًا، لا سيما مع استضافة المغرب كأس إفريقيا 2025 والتحضيرات لاستضافة كأس العالم 2030، فإن هذه التصرفات والمشاحنات بين الأندية لا تفيد الكرة المغربية ولا تسهم في تعزيز صورتها أمام الجمهور العالمي.
كما أشار موكوينا إلى أن هذه الحوادث لا تعكس القيم الرياضية التي يجب أن تميز التنافس بين الأندية، وأن مثل هذه التصرفات تضر بصورة المغرب على الساحة الدولية. وأكد على ضرورة الحفاظ على الروح الرياضية والتنافس الشريف بعيدًا عن أي أعمال غير رياضية قد تشوه صورة البلد في وقت نحن فيه بأمس الحاجة إلى توحيد الجهود لاستضافة البطولات الكبرى والتألق على الصعيدين الإقليمي و الدولي.
التناقضات التي شهدتها هذه الواقعة تؤكد أن الكرة المغربية بحاجة إلى تنظيم داخلي أفضل ومواقف أكثر انسجامًا بين الأندية، للحفاظ على سمعة الرياضة في البلاد وتفادي تصدير صورة سلبية قد تؤثر على مستقبل المنافسات الدولية التي باتت تشكل ركيزة أساسية في تطور الرياضة المغربية.