أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جدلاً واسعاً بتصريحات صُنفت على نطاق واسع بأنها خطيرة حيث دعا إلى “ترحيل الفلسطينيين من غزة” ونقلهم إلى دول عربية مثل مصر والأردن مدعياً أن هذه الخطوة قد تساهم في حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي هذه التصريحات التي واجهت انتقادات لاذعة تزامنت مع انشغال القادة العرب بقضايا داخلية وإقليمية معقدة مما أثار تساؤلات حول مدى استعداد الأنظمة العربية لمواجهة خطابات تُهدد القضية الفلسطينية وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها .
● سياق التصريحات وردود الأفعال
اعتبر محللون سياسيون أن تصريحات ترامب تجاوزت المعايير الدبلوماسية المعتادة إذ وصفتها منظمات حقوقية دولية بأنها شكل من أشكال “التطهير العرقي” الممنهج خاصةً في ظل تواطؤ قوى عالمية في دعم الاحتلال الإسرائيلي ورغم غياب ردود رسمية عربية حازمة حتى الآن فإن محللين ونشطاء أعربوا عن قلقهم إزاء احتمالية أن تشكل هذه التصريحات أرضية لسياسات أمريكية مستقبلية تهدف إلى إبعاد الفلسطينيين عن أرضهم تحت غطاء ما يسمى “حل الدولتين”
● ترامب والسياسات المثيرة للجدل
لم تكن هذه المرة الأولى التي يثير فيها ترامب الجدل بتصريحاته غير التقليدية إذ سبق أن تبنى خطاباً عدائياً ضد المهاجرين خلال ولايته الرئاسية محاولاً فرض قيود صارمة على المقيمين غير الشرعيين في الولايات المتحدة وهدد بفرض تعريفات جمركية على دول مثل الصين والمكسيك كما تصاعدت حدة خطابه تجاه دول مجموعة “بريكس” متوعداً بعقوبات اقتصادية . أما تصريحاته حول ضم كندا أو السيطرة على قناة بنما فقد وصفها محللون بأنها “أوهام سياسية” تفتقر إلى الواقعية لكنها في الوقت نفسه تعكس نزعة توسعية تشبه سياسات الاستعمار القديم .
● المخاوف من تفاقم الصراعات
يرى خبراء أن تصريحات ترامب وإن بدت للبعض مجرد “مزايدات انتخابية” إلا أنها قد تؤجج الغضب ليس فقط في العالم العربي والإسلامي بل أيضاً على الصعيد الدولي حيث تتزايد الأصوات الرافضة للسياسات الأحادية التي تتجاهل سيادة الدول . وفي السياق الفلسطيني يُحذر محللون من أن هذه الخطابات قد تدفع نحو تصعيد المقاومة المسلحة بالإضافة إلى اندلاع موجات احتجاج واسعة تضامناً مع الفلسطينيين
خاصةً مع تنامي دور الفصائل المقاومة في غزة والضفة الغربية خلال السنوات الأخيرة .
● مع تصاعد التعقيدات الجيوسياسية تعكس تصريحات ترامب تهديداً جديداً للاستقرار في الشرق الأوسط حيث تستهدف الوجود الفلسطيني بحلول تُخدم أجندات الاحتلال الإسرائيلي غير أن التاريخ أثبت أن محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم لطالما باءت بالفشل وأن القضية الفلسطينية لا تزال محورياً في الوعي الجمعي العربي والإسلامي . فهل سيستمر الموقف العربي الرسمي في التحفظ أم أن التحركات الشعبية والتحالفات الجديدة ستُعيد رسم موازين القوى في مواجهة المخططات الاستعمارية ؟
بقلم علي البدوي