في الوقت الذي أحرز فيه المغرب تقدمًا كبيرًا في مفاوضاته مع إسبانيا، القوة الاستعمارية السابقة في المنطقة، لاستعادة إدارة المجال الجوي للصحراء المغربية، أثار تصريح مفوض النقل والسياحة الأوروبي، أبوستولوس تزيتزيكوستاس، جدلًا واسعًا. حيث صرّح بأن “الاتفاق الجوي الأورو-متوسطي بين الاتحاد الأوروبي والمغرب لا ينطبق على الرحلات الجوية من أراضي دول الاتحاد الأوروبي إلى الصحراء.
وجاءت هذه التصريحات ردًا على سؤال مكتوب وجهه نائب أوروبي ينتمي إلى اليسار، حول تطبيق الاتفاق الأورو-متوسطي على اراضي الصحراء المغربية، وذلك بعد إعلان شركة الطيران المنخفضة التكلفة “رايان إير” عن إطلاق رحلات تربط دول الاتحاد الأوروبي بمدينة الداخلة المغربية، بما في ذلك رحلة مباشرة بين مدريد.
وأشار المفوض الأوروبي إلى أن شركات الطيران الأوروبية أُبلغت، خلال اجتماع عُقد في 3 ديسمبر 2024 ضمن المنتدى الاستشاري للسياسة الجوية الخارجية للاتحاد الأوروبي، بأن الاتفاق الجوي الأورو-متوسطي بين الاتحاد الأوروبي والمغرب لا يشمل الرحلات المتجهة إلى الصحراء. واستند في ذلك إلى أحكام محكمة العدل الأوروبية، والتي سبق أن أعلنت في عام 2021 إبطال اتفاقيات الصيد والزراعة الموقعة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، رغم الموافقة عليها سابقًا.
ومع ذلك، يواصل المغرب تعزيزه لشراكاته الدولية في قطاع السياحة، حيث وقع المكتب الوطني المغربي للسياحة (ONMT) اتفاقية مع “رايان إير” بحضور وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور والمدير العام للشركة، إيدي ويلسون. وتشمل الاتفاقية، الممتدة لأربع مواسم سياحية، إطلاق رحلات تربط الداخلة بمدريد ولانزاروت، بواقع رحلتين أسبوعيًا لكل وجهة، مع خطط مستقبلية لفتح أربعة خطوط دولية جديدة.
