تشهد أسواق المغرب حالة من القلق المتزايد بسبب الارتفاع الكبير في أسعار لحوم الدواجن، وهو ما يعكس استمرار أزمة غلاء المعيشة التي تعاني منها الأسر المغربية. في ظل الارتفاعات الحادة في أسعار اللحوم الحمراء، بدأت أسعار لحوم الدواجن، التي تُعد من المواد الأساسية في النظام الغذائي للمواطنين، في الارتفاع بشكل وصف بالخطير، مما أثار قلقاً واسعاً بين المواطنين.

وقد وصل سعر الكيلوغرام من لحوم الدواجن إلى حوالي 28 درهماً، وهي زيادة كبيرة مقارنةً بالأسابيع الماضية. هذه الزيادة ليست مجرد رقم، بل لها تأثير حقيقي على ميزانية الأسر ذات الدخل المحدود، لا سيما في فترة الصيف التي تشهد نشاطاً اجتماعياً مكثفاً وحفلات متعددة. ووفقاً لبعض المصادر، فإن الأسعار قد ترتفع إلى 40 درهماً في حال استمرار موجة المناسبات.
في مواجهة هذه الأزمة، أعربت نائبة برلمانية من المعارضة بشأن فعالية التدابير التي اتخذتها وزارة الفلاحة لمواجهة غلاء الأسعار. وقالت في سؤال كتابي للوزير المختص إن الإجراءات الحالية لم تكن كافية للحد من ارتفاع الأسعار، مطالبةً بتوضيح التدابير الجديدة التي تعتزم الوزارة اتخاذها لمعالجة هذه المشكلة.

كما كشف مهنيو قطاع تربية الدواجن أن الارتفاع في الأسعار يعود أساساً إلى الظروف المناخية القاسية، خاصةً الحرارة المفرطة التي تسببت في نفوق أعداد كبيرة من الدواجن. وتسبب هذا في تراجع العرض وزيادة الأسعار، حيث إن الدجاج المتوفر حالياً يأتي من ضيعات تستخدم مكيفات هوائية لحماية الدواجن، في حين تضررت الضيعات الأخرى.

رغم التحديات الحالية، أشار المهنيون إلى أن الأسعار قد تتراجع في الأشهر المقبلة بعد تحسن الظروف الجوية. ومع ذلك، تبقى مراقبة الأسعار وتحقيق الاستقرار في السوق من أهم القضايا التي ينبغي على الوزارة الوصية التصدي لها.