تبون يواصل تقليد المغرب: هل أصبح بدون أجندة حقيقية؟

في مشهد بات مألوفًا، استقبل الرئيس الجزائري تبون، وزير الدولة للموارد البترولية النيجيري، إكبيريكبي إيكبو، ووزير البترول النيجري، صحابي عومارو، في لقاء يبدو كأنه مجرد محاولة جديدة لتكرار ما سبق أن حققه المغرب بجهود دبلوماسية واقتصادية حقيقية.

 

الاجتماع، الذي حضره بعض المسؤولين الجزائريين، وعلى رأسهم وزير الطاقة محمد عرقاب ومدير مجمع سوناطراك رشيد حشيشي، حيث تم التركيز في اللقاء على مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء، الذي تحاول الجزائر يائسة إحيائه منذ سنوات، رغم غياب أي تقدم ملموس. هذا التحرك الجزائري يبصم مرة أخرى محاولات الكابرانات الحثيثة لمجاراة المغرب، الذي استطاع، عبر شراكاته الإفريقية والدولية، و الرؤية الملكية عن إطلاق مشاريع استراتيجية كبرى ملموسة، كأنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، الذي وصل إلى مراحل متقدمة بفضل دعم الشركاء الأوروبيين والأفارقة.

 

وفي الوقت الذي يمضي فيه المغرب بخطوات ثابتة نحو تحقيق مشروعه الاستراتيجي، تحاول الجزائر، تحت قيادة تبون، تقديم نسخة غير مكتملة من نفس الفكرة، في محاولة مكشوفة للتشويش على الجهود المغربية. لكن الفرق بين المشروعين واضح؛ فبينما يحظى أنبوب الغاز المغربي بدعم مؤسسات دولية كبرى، لا تزال الجزائر غارقة في اجتماعاتها العقيمة، دون أن تضع آلية واضحة لمشروعها، الذي ظل مجرد حبر على ورق لعقود.

 

فمنذ وصول تبون إلى السلطة، بدا واضحًا أنه لا يملك رؤية مستقلة، بل يقتصر على تقليد أي خطوة يخطوها المغرب، سواء في المجال الاقتصادي، الدبلوماسي، أو حتى الرياضي. فمن محاولات إقامة شراكات إفريقية لمنافسة الحضور المغربي، إلى استنساخ بعض المشاريع الكبرى، يبدو أن الهدف الوحيد للنظام البائس هو محاولة عرقلة نجاحات الرباط، بدلًا من تطوير رؤية وطنية تخدم الشعب الجزائري المقهور.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة