في محاولة بائسة لإثبات حضوره الثقافي، خرج الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بتصريحات أثارت موجة من السخرية خلال افتتاحه للجلسات الوطنية للسينما.
تبون، الذي يدّعي إطلاق “حركة تنموية رائدة”، حاول هذه المرة نسخ النموذج المغربي في تعزيز الثقافة والسينما، لكنه اصطدم بواقع متعثر يعكس عمق أزماته السياسية والاقتصادية.
من الواضح أن تبون يحاول استنساخ التجربة المغربية، حيث أصبح المغرب نموذجًا يحتذى به في دعم السينما والثقافة بشكل يرفع الرأس، وبفضل رؤية واضحة واستثمارات استراتيجية جعلته يستقطب الإنتاجات السينمائية العالمية ويحتضن مهرجانات دولية مرموقة مثل مهرجان مراكش السينمائي.
وعلى النقيض تمامًا، يكتفي تبون بتقديم شعارات فضفاضة ووعود جوفاء وسط غياب أي خطة حقيقية للنهوض بهذا القطاع.
تصريحات تبون حول “الحرية المطلقة للإبداع الفني” و”حل إشكال التمويل” لا تبدو سوى مسرحية هزلية، خاصة عندما يتحدث عن التمويل بالعملة الصعبة بينما يعاني الاقتصاد الجزائري من أزمات متفاقمة، أهمها شح الاحتياطات النقدية وتراجع الاستثمارات. كيف يمكن أن يُموَّل قطاع السينما في بلد يفتقد حتى للبنية التحتية الأساسية؟
محاولات تبون لتقليد المغرب لم تفعل شيئًا سوى إثارة السخرية داخليًا وخارجيًا. فبينما يحقق المغرب قفزات نوعية في تعزيز قوته الثقافية، لا تزال الجزائر تئن تحت وطأة سوء الإدارة والفساد.
المشهد الثقافي في المغرب أصبح مصدر فخر إقليمي ودولي، مدعومًا بسياسات تعزز حرية الإبداع وتجذب كبار المنتجين العالميين، في حين أن المشهد الجزائري لا يزال حبيس عقلية نظام الكابرانات الذي يخشى النقد ويسعى للسيطرة على كل شيء.
الشعب الجزائري لم يكن غافلًا عن هذه المحاولات، بل استقبلها بالسخرية والتهكم، مؤكدًا أن نسخ النموذج المغربي يتطلب أكثر من مجرد تصريحات عاطفية. النجاح الثقافي لا يُصنع بالشعارات، بل بالعمل الجاد ورؤية استراتيجية متكاملة، وهو ما يفتقده نظام تبون تمامًا.