في إطار الجهود المتواصلة لتحديث القطاع الجمركي وتسهيل حركة التجارة، أعلنت السلطات المغربية عن تغيير جذري في نظام نقل البضائع بين المستودعات، والذي يهدف إلى تبسيط الإجراءات الجمركية وتقليل الأعباء الإدارية على الفاعلين الاقتصاديين. هذا التغيير تم إقراره وفقًا للمنشور رقم 313/6600 الصادر في 2 أكتوبر 2024، والذي جاء تفعيلًا للمرسوم رقم 2-24-295. ويعكس هذا الإجراء رؤية الحكومة لتعزيز دور المغرب كمركز تجاري إقليمي وعالمي.
التبسيط الأبرز في هذا النظام يتمثل في إلغاء الحاجة إلى سندات العبور عند نقل البضائع بين المستودعات، سواء كانت تلك المستودعات خاصة أو عامة. هذه الخطوة تسهم في تقليص الوقت المستغرق والإجراءات الروتينية المعقدة التي كانت تعيق عمليات النقل، مما يجعل العملية أكثر سلاسة وفعالية. ويعزز هذا التغيير المرونة التشغيلية للشركات، حيث بات بالإمكان نقل البضائع بسهولة بين المواقع المختلفة دون الحاجة إلى انتظار الموافقات أو المعاملات الورقية الطويلة.
أهمية هذا التبسيط تأتي في وقت تسعى فيه المغرب لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وتعزيز تنافسيتها على المستوى الإقليمي. يعتبر تقليص الإجراءات الجمركية عاملاً حاسمًا في تحسين بيئة الأعمال وجذب الشركات التي تبحث عن بيئة اقتصادية تسهّل حركة السلع وتقلل من تكاليف التخزين والنقل.
كما سيستفيد من هذا التبسيط العديد من الفاعلين الاقتصاديين، لا سيما أولئك الذين يعتمدون على المستودعات في عملياتهم التشغيلية. حيث أن نقل البضائع بين المستودعات كان يتطلب في السابق إجراءات معقدة ومكلفة، وخاصة سندات العبور التي كانت تضيف عبئًا إداريًا وماليًا على الشركات.
التكنولوجيا ودورها
بالإضافة إلى التبسيط الإداري، من المتوقع أن يتم دعم هذا الإجراء الجديد بتحديثات تقنية، مثل استخدام أنظمة إدارة رقمية لتتبع الشحنات وتبادل المعلومات بين المستودعات والسلطات الجمركية بشكل فوري. سيسهم هذا التحول الرقمي في تعزيز الشفافية والكفاءة وتقليل حالات التأخير غير المبررة.
ختامًا، يعتبر هذا الإصلاح خطوة مهمة نحو تحديث المنظومة الجمركية المغربية بما يتماشى مع المعايير الدولية ويعزز مكانة المغرب كمركز اقتصادي وتجاري عالمي. كما أنه يعزز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين في القدرة على تسهيل عمليات التوريد والنقل داخل البلاد، ما يدفع نحو نمو اقتصادي أكثر استدامة.
اكتشاف المزيد من مغربنا24 - Maghribona24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
تعليقات ( 0 )