برشيد تحت التهديد: مختل عقلي يعتدي على تلميذة

 

في مدينة برشيد، كان يومًا عاديًا بالنسبة للتلميذة فاطمة، التي كانت في طريقها إلى مدرستها صباحًا. لكن لم يكن أحد يتوقع أن يتحول هذا اليوم إلى كابوس حقيقي. بينما كانت تسير على الرصيف، اقترب منها رجل بدا غير مستقر عقليًا، وبدون سابق إنذار، اندفع نحوها واعتدى عليها. أصيبت فاطمة ب جرح غائر في رأسها و كسر في يدها، مما جعلها تنهار على الأرض، وسط صراخها الذي اختلط بأصوات الفزع من المارة.

 

سارعت الشرطة إلى الموقع، لكن الحادث كان بداية لكارثة أكبر كانت تكمن في أعماق المدينة. فقد أصبح من المعتاد أن يُشاهد الناس المختلين عقليًا يتجولون في شوارع برشيد، دون أن يلقى منهم أي اهتمام من السلطات المحلية أو الصحية. يبدو أن الوضع أصبح خارج السيطرة.

 

مستشفى الرازي للأمراض العقلية في المدينة، الذي كان من المفترض أن يكون المرفق الذي يضمن علاج هؤلاء المرضى وحمايتهم، يعاني منذ فترة طويلة من نقص حاد في الأدوية و الأطر الطبية. أكثر ما يثير القلق هو أن المستشفى يعمل ب طبيب واحد فقط، وهو المسؤول عن كل شيء: العلاج و الإدارة و المراقبة.

 

طالما أن هذا الوضع مستمر، أصبح الشارع العام في برشيد مسرحًا لمشاهد مأساوية، حيث يُجبر المواطنون على مواجهة خطر دائم من الأشخاص المختلين عقليًا الذين يفتقرون إلى الرعاية اللازمة.

 

في بلاغ عاجل، طالبت الهيئة ب تعويض مادي للتلميذة المصابة، محملة وزارة الصحة و الحماية الاجتماعية المسؤولية الكاملة عن الحادث وعن حالة مستشفى الرازي الذي يعاني من مشكلات بنيوية خانقة. وتوجهت الهيئة أيضًا إلى وزارة الداخلية، مطالبة بفتح تحقيق جدي لمعرفة من يقف وراء هذه الفوضى، وما هي الجهات المسؤولة عن زيادة عدد المختلين عقليًا في الشوارع.

 

لكن الأمر لم يتوقف هنا، بل دعت الهيئة إلى تغيير جذري في سياسة الصحة النفسية في المدينة. شجبوا سياسة إغراق المدينة بالمختلين عقليًا دون توفير الإمكانيات اللازمة لمستشفى الرازي، الذي لا يستطيع أن يستقبل كل الحالات التي ترد إليه. وبحسب الهيئة، يجب على وزارة الصحة أن توفر أطرًا طبية كافية، وتوزع الأدوية بشكل عاجل لتلبية احتياجات المستشفى.

 

وقال الخدير لغرابي، المنسق الإقليمي للهيئة في برشيد، إنه يجب على الجهات المعنية إصدار مذكرة وزارية ملزمة لمستشفى الرازي لاستقبال جميع الحالات، وأن تتم تلبية احتياجات المرضى بأسرع وقت ممكن. كما شدد على ضرورة توفير مأوى ملائم للمختلين عقليًا، يحفظ كرامتهم و سلامتهم.

 

، كان صوت الهيئة يشكل صرخة مدوية ضد ما يحدث في المدينة. ولكن هذه المرة، لم تكن الصرخة مجرد احتجاج، بل كانت دعوة مخلصة إلى كل الوزارات المعنية، من الصحة إلى الداخلية، للعمل معًا لإيجاد حلول حقيقية لهذا الوضع المقلق.

 

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة