يعتبر السيد بدر خيرالدين شنيبه من الشخصيات والكفاءات الليبية التي تلعب دورا مهما على المستوى الإعلامي الليبي، إذ يدير من سنة 2022، إدارة الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية والتعاون الدولي بدولة ليبيا.
في الحوار التالي مع بدر شنيبه، نتطرق الى دور الهيئة التي يشرف عليها ووضع حرية الصحافة والتعبير في ليبيا اليوم، والدور الاشعاعي للإعلام الليبي في نقل الوضع الداخلي، نص الحوار:
° ماذا نعني بالإعلام الخارجي الليبي، وأي دور يقوم به؟
يقصد بالإعلام الخارجي، الإعلام الأجنبي أو غير الليبي المقر والمنشأ.
إدارة الإعلام الخارجي هي إحدى إدارات وزارة الخارجية الليبية ومقرها العاصمة طرابلس، وهي مسؤولة بشكل أساسي عن الإعلام الأجنبي العامل في ليبيا، والذي يشمل التواصل مع وسائل الإعلام الدولية لإيصال وجهة النظر الرسمية للدولة الليبية
الموافقة على عمل المؤسسات الإعلامية الأجنبية في ليبيا ومنح بطاقات الصحافة لمراسلي وسائل الإعلام الأجنبية.
الموافقة على طلبات التأشيرات والإقامة للصحفيين الأجانب.
تنظيم التغطية الإعلامية للأحداث الهامة في ليبيا.
ربط المؤسسات الإعلامية في العالم بنظيراتها في ليبيا.
° كيف تصف وضع الاعلام الليبي بعد فبراير؟
شهد الإعلام الليبي بعد فبراير طفرة وقفزة من حيث الكم والكيف حيث كان الإعلام قبل 2011 في غالبه مملوك للدولة ومساحة الحرية محدودة لكنها بعد فبراير وصدور الإعلان الدستوري المؤقت الذي دعم حرية التعبير ارتفع عدد المؤسسات الإعلامية بشكل كبير كما ارتفع سقف الحريات بذات الكيف لكن هذه القفزة لما تواكبها تطوير للتشريعات الناظمة للعمل الإعلامي الأمر الذي أدى في النهاية إلى حدوث ما يمكن أن نسميها فوضى إعلامية نتيجة تأثر الإعلام بالمال والانقسام السياسيين وعدم وضوح الحد الفاصل بين حرية الرأي والتعدي على حقوق الأشخاص سواء بالقذف والسب أو بالتشهير في ظل نقص التشريعات اللازمة خاصة فيما يتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت تقود الرأي العام في البلاد.
كما شهدت هذه الفترة عدم الاستقرار من حيث استمرارية وسائل الإعلام بالعمل حيث تتأثر بالظروف الراهنة السياسية والاقتصادية اللمر الذي يؤدي إلى إغلاقها بسبب عدم وجود مصادر ثابتة للتمويل.
هل هناك هيكلة رسمية لهذا المجال؟
حاليا لا وجود لوزارة إعلام في ليبيا لكن الدولة حاولت تنظيم هذا القطاع تحت إشراف وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية بعدة أشكال بداية بتنظيم الإعلام العمومي وجعله ذات هوية وطنية يخدم كافة شرائح المجتمع وتطوير الاتصال الحكومي ليكون مواكبا للتطور من حيث الأسلوب والتقنيات بالإضافة إلى إنشاء هيئة رقابية لرصد المحتوى الإعلامي لمواجهة التجاوزات في وسائل الإعلام مثل خطاب الكراهية والأخبار الكاذبة فضلا عن إنشاء صندوق لدعم الإعلاميين ليكون مؤسسة تهتم بهذه الشريحة وتقدم لهم برامج الدعم الممكنة لهم.
وتسعى الدولة في نهاية هذه الخطط إلى الوصول إلى المجلس الأعلى للإعلام ليكون المظلة التي تنظم العمل الإعلامي.
كيف تطورت مسألة:
حرية الصحافة والتعبير بعد فبراير
حرية التعبير بشكل عام شهدت قفزة نوعية نحو الأفضل من ضمنها حرية الصحافة والصحفيين حيث زادت أرقام العاملين في هذا المجال نتيجة التوسع في إنشاء المؤسسات الإعلامية وإدراك النخبة لأهمية الإعلام في إيصال الرسائل للجمهور وتأثير الإعلام في الرأي العام ولكن هذا الحيز مم الحرية يشهد مد وجزر كما ذكرت سابقا تأثر بالانقسام السياسي وعدم وجود قوانين حديثة تنظم العمل الإعلامي.
التنوع الثقافي واللساني في الاعلام الليبي
فيما يتعلق بالتنوع الثقافي واللساني فقد سمحت الدولة بتعليم اللغات الليبية الأخرى كالامازيغية والتاباوية وكان نتاج ذلك وجود مؤسسات إعلامية بهذه اللغات حيث أنشأت الدولة قناة الامازيغية الليبية لتكون منصة للناطقين بها وتمارس دورها الوطني في هذا المجال بالإضافة إلى عدد من المناسبة الثقافية التي تشهدها ليبيا مثل الاحتفال برأس السنة الأمازيغية وغيرها من المناسبات التي تعتبر وطنية.
حرية العمل الإعلامي
اما فيما يتعلق بعمل الصحافة والإعلام الأجنبي فنحن عبر إدارة الإعلام الخارجي نرحب بكافة المؤسسات الإعلامية الأجنبية الراغبة في تغطية الأحداث التي تحدث داخل ليبيا عبر فتح مكاتب وتعيين مراسلين لها وتقديم كافة التسهيلات من أجل نقل الصورة الحقيقية للعالم خاصة في ظل حملات التشويه التي تتعرض لها البلاد بهدف إبقاء حالة التدهور الأمني في عقلية العالم على الرغم من الاستقرار السياسي التي تشهده البلاد منذ نحو 4 سنوات والذي انعكس إيجابيا على التجارة وإعادة الأعمار وعودة السياحة كذلك.
°ما هي الدور الذي يلعبه الاعلام في توعية الليبيين بضرورة العمل معا من اجل تجاوز أزمتهم؟
منذ تطور الصحافة أصبح الإعلام هو الموجه لحركات الوعي ونقل المعلومات حول العالم وبالتالي للإعلام دور كبير في ليبيا فيما يتعلق بنشر القيم الوطنية والتوعية بضرورة العمل المشترك ومواجهة خطاب الكراهية والأخبار الكاذبة والاعتماد على مايجمعنا عبر نبذ العنف للمحافظة على الاستقرار وتقدم البلاد.
كلمة أخيرة
ندعو الإعلام الدولي لينصف الاستقرار الذي تعيشه ليبيا منذ نحو 4 سنوات والنهضة العمرانية التي تعيشها البلاد ونقل الصورة الحقيقية للعالم ونحن نرحب به ليقوم بذلك من أرض الواقع.