انعقدت، السبت بالداخلة، الدورة الأولى لـ “ملتقى إيلاف التصوف”، المنظم من طرف جمعية إيلاف التصوف الدولي بجهة الداخلة – وادي الذهب، تحت شعار “دور التصوف في خدمة الوحدة الوطنية للمملكة المغربية الشريفة”.
ويندرج هذا الملتقى، المنظم بدعم من مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب والمجلس الإقليمي لوادي الذهب، وبتنسيق مع المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية والمجالس العلمية بالجهة، في إطار المبادرات الرامية إلى التعريف بمجال التصوف، وإبراز خصوصياته ومساهماته في تعزيز قيم التسامح والتعايش والإخاء، ودوره في الدفاع عن الوحدة الوطنية للبلاد.
وفي كلمة بالمناسبة، قال رئيس جمعية إيلاف التصوف الدولي بجهة الداخلة – وادي الذهب، أحمد مسيدة، إن تنظيم النسخة الأولى من هذا الملتقى يأتي في صلب اهتمامات الجمعية الهادفة إلى إشاعة روح المحبة ونشر قيم الأخوة والتعاون، خدمة للثوابت الدينية للمملكة. وأضاف السيد مسيدة أن هذا اللقاء العلمي يتوخى، كذلك، تسليط الضوء على مجال التصوف ودوره في توطيد أسس الوحدة الوطنية، باعتباره أحد الثوابت الدينية الأربع للمملكة، والتي تشمل أيضا “المذهب المالكي”، و”العقيدة الأشعرية”، و”إمارة المؤمنين”.
من جانبه، أبرز الأستاذ الباحث في الفكر الإسلامي والتصوف، محمد المهدي منصور، أهمية التصوف باعتباره من الثوابت التي تؤهل المؤمن ليكون مواطنا صالحا وفردا مساهما في الوحدة الوطنية لبلاده ونهضتها الحضارية والاجتماعية، مؤكدا على دور أهل التصوف والزوايا في ترسيخ الوحدة التي تنعم بها المملكة.
وأوضح السيد منصور، في مداخلة بعنوان “أثر التصوف السلوكي في ترسيخ قيم المواطنة”، أن الطاقة الخ ل قية التي يبثها أهل التصوف هي التي تنعش وتحفز الحس الوطني والإيماني في قلوب ساكنة المنطقة وسائر أنحاء المملكة، مشيرا إلى أن مثل هذه الندوات واللقاءات تساهم في تعزيز قيم المواطنة والمحبة وآفاق السلم والسلام داخل المجتمعات الإسلامية.
وأضاف أن أهل التصوف استطاعوا، من خلال زواياهم وأنشطتهم ومبادئهم وأصولهم وقواعدهم التربوية، ترسيخ مبادئ المواطنة والإخاء والسلم والتآلف، مشيرا إلى أن تربيتهم الروحية تمتلك ذلك الأفق التربوي والتخليقي الذي من خلاله يسعد الفرد والمجتمع على حد سواء.
من جهته، أكد الباحث في الدراسات الإسلامية والتصوف، محمد التهامي الحراق، أن هذا اللقاء يسلط الضوء على أهمية الدور الذي يضطلع به التصوف، إلى جانب الثوابت الدينية الأخرى للمملكة، في خدمة الوحدة الوطنية، مضيفا أن العناصر المشكلة لهذه الثوابت تمتاز بخصائص تحقق هذه الأبعاد الوحدوية وتشكل نموذجا مغربيا متفردا ينبغي تدارسه وإبراز أهميته.
وأوضح السيد الحراق، في مداخلة بعنوان “ثابت التصوف في تدين أهل المغرب وأبعاده الوحدوية”، أن التصوف هو علم وممارسة روحية تبلورت في إطار مدارس كبرى هي الزوايا والطرق الصوفية التي تتميز بحضورها الوازن بالأقاليم الجنوبية للمملكة، والتي اضطلعت بدور مهم في تعزيز العلاقات بين شمال المغرب وجنوبه. وأشار إلى أن هذا الملتقى يشكل فرصة للتعريف بأدوار كثير من رجالات الصلاح والتصوف في هذه المنطقة، خاصة في ما يتعلق بترسيخ دعائم الوحدة الوطنية وتشكيلها، داعيا إلى استثمار هذا الإرث في تعزيز الروابط الاجتماعية والروحية العميقة بين مختلف مكونات المملكة. ويتضمن برنامج هذا الملتقى، الذي حضره على الخصوص رئيس المجلس الإقليمي لوادي الذهب محمد سالم حمية، ورئيس المجلس العلمي الجهوي للداخلة – وادي الذهب محمد سالم الجيلاني، ورئيس المجلس العلمي المحلي لوادي الذهب عمر الحوات، أمسية مديحية من إحياء مجموع الذاكرين للمديح والسماع.