تشير التوقعات المناخية أن مناطق شمال المغرب ستشهد تهاطلًا ملحوظًا للأمطار خلال الأسبوع المقبل، بدءًا من 9 أكتوبر وحتى 14 أكتوبر 2024. تشمل هذه المناطق أقاليم طنجة-أصيلة، العرائش، تطوان، وشفشاون، إضافةً إلى بعض المناطق المجاورة. هذه الأمطار تأتي كنتيجة للتغيرات المناخية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث يتوقع أن تكون قوية ومصحوبة برياح نشطة.
وتشير التوقعات الأوروبية، المعتمدة من قبل مراكز أرصاد معروفة، إلى أن حجم الأمطار قد يتجاوز 160 ملم في بعض المناطق، وهو ما يعد كمية كبيرة مقارنة بمعدل الأمطار المعتاد في هذه الفترة من السنة. ومن المتوقع أن تكون هذه الأمطار مفيدة في تعزيز مستوى المياه في السدود، لا سيما أن المغرب قد عانى في السنوات الأخيرة من جفاف شديد أثر سلبًا على المحاصيل الزراعية وقلل من احتياطي المياه.
الجفاف الذي مر به المغرب في السنوات الأخيرة أدى إلى تدني حقينة السدود بشكل ملحوظ، حيث سجلت مستويات المياه في العديد من السدود أرقامًا منخفضة تاريخيًا، مما تسبب في إجهاد مائي كبير، خاصة في المناطق الزراعية التي تعتمد بشكل أساسي على السدود لتوفير المياه اللازمة للري. هذا الأمر دفع السلطات المحلية إلى اتخاذ تدابير صارمة في توزيع المياه وترشيد استهلاكها في العديد من الأقاليم.
من جهة أخرى، يُتوقع أن تؤثر هذه الأمطار بشكل إيجابي على القطاع الزراعي، خاصة في شمال المغرب الذي يعتمد على الأمطار الموسمية لتعزيز إنتاج الحبوب والفاكهة والخضروات. ورغم أن الأمطار المتوقعة تعتبر بشرى سارة، إلا أن هناك تخوفات من احتمالية حدوث فيضانات في بعض المناطق المنخفضة، مما قد يستدعي تدخل السلطات المحلية لضمان سلامة السكان وتأمين الممتلكات.
هذا التحسن في الطقس يأتي في وقت حساس للغاية، حيث تعاني بعض المناطق من شح المياه بسبب الجفاف المستمر. ومع توقع هذه الأمطار، يأمل الكثيرون في أن تكون بداية لفصل مطير يعيد التوازن المائي في المغرب ويساهم في تحسين الظروف الزراعية والاقتصادية للبلاد.