الولايات المتحدة.. فريق رئاسي بنفس جديد لتنفيذ أولويات ترامب الجريئة

في أفق تفعيل السياسات الجريئة التي يعتزم تنفيذها على الصعيد الداخلي وإزاء حلفائه وخصومه في الخارج، قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتشكيل فريق حكومي يتبنى رؤيته، ويبدي عزيمة لتنفيذ سياساته بالحزم والسرعة المطلوبين.

 

تضم هذه الإدارة الأمريكية الجديدة ثلة من السياسيين المتمرسين ورجال الأعمال البارزين، والعسكريين السابقين المحنكين، وتتشكل أيضا من توليفة متنوعة حسب النوع الاجتماعي والأجيال.

 

على صعيد السياسة الخارجية، يستند مبدأ “أمريكا أولا” الذي يتبناه الرئيس ترامب على وقف النزاعات المسلحة، وتعزيز نفوذ الولايات المتحدة على الساحة الدولية، والحزم إزاء الصين، الخصم الرئيسي للولايات المتحدة.

 

وفي هذا الإطار، سيضطلع وزير الخارجية، ماركو روبيو، بتنفيذ هذه السياسة، التي ستتم بلورتها على أرض الواقع من طرف السفراء والمبعوثين الخاصين للرئيس.

 

من بين الأسماء التي تم الإعلان عنها ضمن هذا الفريق، هناك المبعوث الخاص للرئيس إلى أوكرانيا وروسيا، الجنرال كيث كيلوغ، الذي تعهد بالتوصل إلى تسوية للصراع بين البلدين في أقل من 100 يوم، والمبعوث الرئاسي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي انخرط بشكل كبير في التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.

 

على الصعيد الداخلي، تعد سياسة الهجرة أبرز ملفات الإدارة الجديدة. وبغية تنفيذها على النحو المطلوب، اختار الرئيس الـ47 لتدبيرها فريقا حزبيا متشددا، يخطط لعمليات “ترحيل جماعي” للمهاجرين غير القانونيين، ووقف تدفقات الهجرة السرية.

 

يضم هذا الفريق، الذي ترأسه كريستي نويم، وزيرة الأمن الداخلي، على الخصوص، توماس هومان، المعين على رأس وكالة الهجرة ومراقبة الحدود، والملقب بـ”قيصر الحدود”.

 

وسيتمحور الاقتصاد، الذي يعد ركيزة أخرى ضمن الأجندة السياسية لولاية ترامب الثانية، حول خفض الضرائب على دخل الأفراد والشركات، وزيادة الرسوم الجمركية، مع إعطاء الأولوية لتشجيع علامة “صنع في أمريكا”، التي تشكل العمود الفقري لبرنامج “أمريكا أولا”.

 

ولتحقيق هذا الغرض، قام السيد ترامب بتعيين رجل الأعمال سكوت بيسيت، في منصب وزير الخزانة، والذي أكد أمام مجلس الشيوخ أن “لدى الرئيس ترامب فرصة تاريخية لاستعادة عصر ذهبي اقتصادي جديد لجميع الأمريكيين”.

 

كما قام ترامب بتعيين هوارد لوتنيك، المدافع القوي عن سياسة الرسوم الجمركية، على رأس وزارة التجارة، مع اختصاصات واسعة لتنفيذ الأجندة التجارية للإدارة الجديدة، فيما سيرأس كيفن هاسيت، وهو مؤيد آخر لخفض الضرائب، المجلس الاقتصادي القومي.

 

في مجال الطاقة والبيئة، قام القاطن الجديد بالبيت الأبيض، وهو أحد المشككين بشأن أزمة المناخ، بتفصيل سياسته الطاقية، التي تستند إلى إعادة إطلاق عمليات التنقيب والتكسير الهيدروليكي، والتي طالتها انتقادات أنصار حماية البيئة.

 

وسيتم تنفيذ رؤية ترامب من طرف مجلس الطاقة الذي تم إحداثه مؤخرا، والذي سيشرف عليه وزير الداخلية، داغ بورغوم. وستتم بلورة سياسات هذا المجلس كذلك من طرف وزارة الطاقة التي تم تعيين كريس رايت، مدير شركة للتكسير الهيدروليكي، على رأسها. وبمجرد توليه لمنصبه، سيصدر مجددا قرار انسحاب بلاده من اتفاقية باريس.

 

تعد الصحة أحد المجالات التي ستشهد تنفيذ سياسات ترامب الجريئة. وقد ع ه د بهذه الوزارة إلى روبرت كينيدي، أحد المشككين في نجاعة اللقاحات، والذي يعارض إضافة مادة الفلورايد إلى الماء.

 

إلى جانب قطاع الصحة العامة، ستضطلع وزارة الصحة بتنفيذ عدد من البرامج التي تهم السياسة الغذائية، والبحث العلمي في مجال الصحة، والضمان الاجتماعي وبرامج الرعاية الطبية والمساعدة الطبية.

 

لدى إعلانه عن تعيين روبرت كينيدي، أدان ترامب “التلاعب” الذي وقع الأمريكيون ضحيته “لفترة دامت طويلا (…) من قبل قطاع الصناعة الزراعية وشركات الأدوية”.

 

على صعيد آخر، ستضطلع إحدى الإدارات الجديدة التي أحدثها الرئيس ترامب، بتعزيز كفاءة العمل الحكومي. وتتمثل مهمة هذه الوزارة، بقيادة الملياردير إيلون ماسك، في تقليص الميزانية الفدرالية، وإلغاء الوكالات الأقل نجاعة، وتسريح فائض الموظفين الفدراليين.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة