المودني و الرميلي تمثلان المغرب في مؤتمر تعزيز السلم و التعاون بمنطقة مينا

التأم عدد من رؤساء البلديات ومجالس الجماعات الحضرية في منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا (مينا)، من بينها المغرب، اليوم الجمعة في إسطنبول، من أجل مناقشة قضايا السلم و التعاون بالمنطقة.

ومثل المملكة في هذا اللقاء، الذي نظم بمبادرة من بلدية إسطنبول الكبرى، كل من رئيسة مجلس جماعة الرباط، فتيحة المودني، ورئيسة مجلس جماعة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي.

وبحث المشاركون في هذا الحدث، الذي تمحور حول موضوع “اجتماع العمداء من أجل السلام و التعاون في منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا“، سبل تعزيز التعاون بين حواضر المنطقة في شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك، و دور دبلوماسية المدن في تجاوز حالة عدم اليقين التي تشهدها بعض دول المنطقة.

وفي كلمة لها بالمناسبة، أكدت السيدة المودني أن “مدينة الرباط، بصفتها عاصمة سياسية و إدارية و ثقافية للمملكة المغربية، على كامل وعيها بأهمية دور رؤساء البلديات في تعزيز السلم و المصالحة بين الشعوب، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية والصراعات المتزايدة والأزمات الطبيعية”.

وأضافت أن مجلس جماعة الرباط يحرص على تنزيل السياسات الحكومية والبرامج القطاعية وتبني سياسات محلية ترتكز على تعزيز الأمن، وبناء أسس التنمية المستدامة، وتحقيق العدالة المجالية مع توطيد الاندماج الاجتماعي وتنشيط الذكاء الترابي، وحسن تدبير الموارد الطبيعية، مع التركيز على تعزيز المساواة و المشاركة المجتمعية، ونشر مفاهيم التنوع و الشمولية.

وأشارت السيدة المودني إلى أن الرباط شكلت عبر التاريخ نقطة لملتقى الحضارات و الثقافات المتنوعة، ونموذجا يحتذى به في التعايش السلمي والانفتاح على الحضارات، مسجلة أنه تم تطوير العديد من المبادرات التي تعكس هذا التوجه، ومن أهمها تثمين الحوار بين الأديان و الثقافات من خلال برامج ثقافية و اجتماعية و مهرجانات بارزة.

كما تم إطلاق منصات إلكترونية تفاعلية لتعزيز الشفافية و التواصل البناء و الاحترام المتبادل، وتقريب الإدارة من المواطنين في ظل تعزيز مبادئ الحكامة الجيدة، وفقا لرئيسة مجلس جماعة الرباط.

وذكرت أن المدينة استثمرت في تعزيز دبلوماسية السلام و التعاون اللامركزي، عبر مشاركتها في العديد من المنظمات العالمية و الشبكات الدولية، مثل “عمداء من أجل السلام” و منصات منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة و منظمة المدن العربية و منظمة العواصم والمدن الإسلامية و منظمة المدن الكبرى و المنظمة الدولية للديموقراطية التشاركية وغيرها، بالإضافة إلى مشاركة عاصمة المملكة في قمة المستقبل بصفتها عضو فعال ونشيط في “الفريق الاستشاري للحكومات المحلية والجهوية لدى الكاتب العام للأمم المتحدة”.

من جانبها، أشارت السيدة الرميلي إلى أن الدار البيضاء، القطب الاقتصادي و المالي للمغرب و إفريقيا، تهدف إلى أن تصبح مدينة حضرية عصرية ومستدامة وشاملة، توازن بين تراثها الثقافي الغني و الحلول الحضرية المبتكرة، مع التركيز على التنمية العادلة و الاستدامة و التنافسية الاقتصادية.

وأضافت أن الرؤية التي يسعى مجلس الجماعة لتحقيقها في الدار البيضاء تتمحور حول التخطيط الاستراتيجي القائم على العدالة المجالية و التوزيع المعقلن للاعتمادات المالية، مسجلة أن برامج العمل تتسم بالتركيز على الترافع و التواصل المؤسساتي.

وسجلت أن أولوية مجلس جماعة الدار البيضاء تتمثل في تعزيز التنمية المحلية من خلال تطوير البنيات التحتية الأساسية، مع التركيز على تطوير المرافق الاقتصادية و مرافق القرب.

من جهة أخرى، أكدت السيدة الرميلي أن السياحة تمثل أحد المحركات الاقتصادية الهامة وتحظى باهتمام بالغ من قبل المجلس، عبر إحياء المعالم التاريخية و تطوير البنية السياحية للدار البيضاء، مع تعزيز الأجندة الثقافية و الرياضية.

ولم يفت رئيسة مجلس جماعة الدار البيضاء التأكيد على أن المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوجد في طليعة المدافعين عن الحلول السلمية التي تتمحور حول تحقيق سلام دائم في منطقته، على أساس احترام السيادة الكاملة للدول و وحدتها الترابية. وتميز هذا اللقاء بجلسة تناولت موضوع ” تعزيز التنمية الحضرية من قبل الحكومات المحلية”، أطرها الأستاذ بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، دارون عجم أوغلو، الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2024.

وشهد الحدث، الذي حضره القنصل العام للمملكة في إسطنبول، المهدي الرامي، مشاركة نحو عشرين رئيس بلدية من مختلف دول منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة