المواطن الخائف لا يبني وطناً

إن الوطن ليس مجرد حدود جغرافية أو شعارات ترفع في المناسبات بل هو كيان حي ينبض بجهود مواطنيه وطموحاتهم

إن الدور الأساسي لأجهزة الأمن والجيش يتمثل في حماية هذا الكيان وضمان استقراره وصيانة حقوق الأفراد ضد أي تهديد داخلي أو خارجي لكن عندما تتحول أدوات الأمن إلى وسائل لترهيب المواطن وإخضاعه للخوف فإن ذلك يدمر الأساس الذي تقوم عليه الأوطان .

 

الخوف هو العدو الأول للإبداع والمبادرة المواطن الذي يعيش في حالة من القلق الدائم لا يمكن أن يكون منتجًا أو مبتكرًا بدلاً من أن يسهم في بناء المجتمع وتطويره يصبح أسيرًا لحالة من الانكماش والانغلاق مما يؤدي إلى تراجع دوره كمحرك رئيسي للتغيير والتقدم .

 

إن بناء وطن قوي يبدأ بإطلاق طاقات أفراده وتوفير بيئة آمنة تحترم كرامتهم وتحفزهم على العطاء عندما يشعر المواطن أن المؤسسات الأمنية وُجدت لحمايته وضمان حقوقه تتحول العلاقة بين الدولة والمجتمع إلى شراكة حقيقية مبنية على الثقة والاحترام المتبادل .

 

لذلك فإن تحقيق التوازن بين الأمن والحرية ليس مجرد مطلب إنساني بل هو شرط أساسي لنهوض أي أمة الأوطان تُبنى بأفراد أحرار يملكون الثقة في أنفسهم وفي دولتهم لا بأفراد مكبلين بالخوف .

 

لنزرع الأمان بدل الخوف ولنؤمن أن المواطن الواثق والمكرّم هو حجر الأساس لوطن قوي يواجه كل التحديات بثبات وإرادة

 

 

 

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة