شاركت ستّ فرق طلابية مغربية، يوم السبت 22 مارس، في المرحلة الإقليمية من مسابقة Huawei ICT COMPETITION لعام 2024-2025، ممثلةً المملكة في هذا الحدث التكنولوجي الذي جمع نخبة العقول من منطقة Huawei Northern Africa في منافسات متقدمة تمحورت حول تقنيات السحابة الإلكترونية، الشبكات، والحوسبة.
وقد تأهلت هذه الفرق بعد اجتيازها المرحلة الوطنية التي أُقيمت في فبراير الماضي، حيث أظهرت تميزاً واضحاً في الانضباط الأكاديمي، والكفاءة التقنية، وروح التعاون الجماعي. ويضمّ كل فريق طلبة من مؤسسات جامعية مختلفة، يجسدون جيلاً مغربياً طموحاً، يتطلع بثقة نحو المستقبل الرقمي ويؤمن بأهمية الابتكار كرافعة للتنمية. ويعكس وصولهم إلى هذه المرحلة المتقدمة من المسابقة الدينامية المتسارعة التي يشهدها قطاع تكنولوجيا المعلومات بالمغرب، فضلاً عن جودة التكوين الذي توفره المؤسسات التعليمية الشريكة.
في فئة “السحابة الإلكترونية”، تنافست ثلاث فرق مغربية، فريق من المدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل النظم (ENSIAS) التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، و آخرمن المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية ببرشيد التابعة لجامعة الحسن الأول بسطات، و فريق من المعهد الوطني للبريد والمواصلات (INPT)، المعروف بإرثه العريق في تكوين مهندسي الاتصالات بالمملكة. وقد شارك المعهد ذاته أيضاً بفريقين في فئة “الشبكات”، في تأكيد جديد على عمق تكوينه الأكاديمي وصلابة تأطيره البيداغوجي. أما فئة “الحوسبة”، فقد مثل المغرب فيها فريق من كلية العلوم والتقنيات بالرشيدية، التابعة لجامعة مولاي إسماعيل. وخاضت كل الفرق هذه المنافسات مسلّحة بما تمتلكه من مؤهلات علمية ومهارات ميدانية، مدعومة بتأطير تربوي متميز واستعدادات مكثفة.
لكن هذا الحضور المغربي اللافت لم يكن وليد الصدفة، بل جاء تتويجاً لمسار طويل انطلق منذ شتنبر الماضي، حين أطلقت هواوي المغرب، بشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، جولة وطنية شملت العديد من المدن الكبرى، في إطار مشروع “CODE 212” الذي أطلقته الوزارة. وقد استهدفت هذه الجولة الطلبة الجامعيين، لتعريفهم بالمسابقة وأهميتها والآفاق التي تفتحها أمامهم، حيث استفاد منها أكثر من 3000 شاب وشابة. وشكلت هذه الحملة جسراً حقيقياً بين الوسط الأكاديمي والصناعة التكنولوجية، كما ساهمت في إذكاء روح الفضول والتحدي لدى الطلبة تجاه عالم الرقمنة. وفي أعقاب هذه الجولة، أُتيحت للمترشحين دورات تكوينية رقمية مكّنتهم من الاستعداد للمرحلة الوطنية بشكل متوازن ومنهجي.
وفي هذا الإطار، صرّح السيد جايسون تشن، نائب رئيس هواوي المغرب، قائلاً: “نفخر في هواوي بدعم الشباب المغربي في سعيه نحو التميز في المجال الرقمي. فمسابقة Huawei ICT COMPETITION ليست مجرد منافسة، بل هي منصة يتلاقى فيها الطموح بالمعرفة، ويتشكل من خلالها الجيل القادم من قادة التحوّل الرقمي. نحن نؤمن بأن مستقبل المغرب يقوم على الابتكار، ومن خلال مبادرات من هذا القبيل، نبني معاً هذا المستقبل.”
وتُمثل المرحلة الإقليمية محطة حاسمة في مسار المسابقة، إذ يضمن المتوجون في المراتب الأولى مكاناً لهم في النهائيات العالمية، التي ستُقام حضورياً في الصين. وتُعدّ هذه المرحلة فرصة ثمينة لهؤلاء الشباب لاختبار قدراتهم في بيئة دولية شديدة التنافسية، والانفتاح على تجارب وخبرات متعددة، مما يعزز رؤيتهم للعالم ويعمّق فهمهم للتحولات التكنولوجية على المستوى العالمي.
وبعيداً عن الطابع التنافسي للمسابقة، تجسد هذه المبادرة التزام هواوي المغرب بتطوير المهارات الرقمية لدى الشباب، من خلال برنامجها الطموح “Digitech Talent”. وتسعى الشركة، في إطار شراكاتها مع الجامعات المغربية، إلى تقديم مسارات تكوين تتماشى مع متطلبات سوق الشغل، وتعزز قابلية التشغيل، وتغرس ثقافة التميز والابتكار. وترتكز هذه الرؤية بعيدة المدى على قناعة راسخة بأن بناء المغرب الرقمي يبدأ أولاً من مقاعد الدراسة، حيث تتشكل العقول وتنضج المواهب.
لقد أصبحت مسابقة Huawei ICT COMPETITION لقد أصبحت مسابقة Huawei ICT COMPETITION اليوم أكثر من مجرد اختبار أكاديمي، بل باتت مختبراً مفتوحاً للأفكار، ومنصة لاكتشاف الإمكانات الواعدة. ومن خلالها، يؤكد المغرب طموحاته التكنولوجية، ويبرهن على قدرته على تحفيز المواهب، وربط المعرفة بالممارسة، والمشاركة الفعالة في معارك الرقمنة التي يشهدها عالمنا المعاصر